الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا والفقر.. صنوان

لم يعانِ الأفارقة كثيراً بسبب فيروس كورونا، مقارنة بالأمريكيين والأوروبيين والآسيويين، لكن معاناتهم اقتصادية، وإفريقيا الآن تحتاج إلى 1.2 تريليون دولار لتحفيز النمو الاقتصادي، وإلا فإن الفقر والمرض سيحلّان في هذه القارة، التي تحررت منهما في السنوات الأخيرة.

رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، دعت الدول الغنية إلى تقديم المزيد من الدعم لإفريقيا، كي تتغلب على الأزمتين الاقتصادية والصحية، بينما أعلن البنك الدولي أن 43 مليون إفريقي سيلتحقون بنادي الفقراء.

المساعدات الدولية المقدمة للدول الإفريقية لمواجهة جائحة كورونا (26 مليار دولار)، ليست كافية، فهناك نقص هائل في الأموال المتوفرة لمكافحة الفقر والمرض، وتقول غورغيفا: إن إفريقيا تواجه عبئاً مالياً متزايداً لاضطرارها لدفع فوائد الديون، إضافة إلى أعباء مكافحة الجائحة، لذلك أصبح ضرورياً أن تتوقف الدول الصناعية (20 G) عن استيفاء الديون من الدول الإفريقية، وتشرع فوراً في تقديم مساعدات إضافية لها.


بلغت الإصابات بكورونا في إفريقيا مليوناً ونصف المليون، والوفيات 37 ألفاً، حسب جامعة جون هوبكينز، بينما تجاوزت الوفيات المليون في قارات أمريكا (580 ألفاً)، وأوروبا (230 ألفاً) وآسيا (205 آلاف)، ويُعزى انخفاض الإصابات في إفريقيا إلى عوامل عدة، منها: التزام الأفارقة بالإرشادات الصحية حسب مركز (بي إي آر سي)، الذي وجد أن 85% من الأفارقة طبقوا الإرشادات الصحية.


ومن العوامل الأخرى أن معظم سكان إفريقيا شباب، فمعدل الأعمار 19 عاماً، وفق بيانات الأمم المتحدة، بينما غالبية ضحايا كورونا في العالم مسنّون، كما أن الوباء ينتشر في المناطق الباردة بسرعة أكبر، بينما وسائل النقل غير متطورة في إفريقيا، ما يعيق التنقل والاختلاط.

لكن الإصابات بكورونا تفاقمت أخيراً في القارة، خصوصاً في جنوب إفريقيا التي سجلت 700 ألف إصابة، وفقدت بسببها 2 مليون وظيفة، تليها مصر والمغرب، حيث تجاوزت الإصابات 100 ألف لكل بلد، أسباب التفاقم متعددة، منها: رفع القيود، وعودة المدارس والنشاطات الاجتماعية، وعودة الفقراء، اضطراراً، إلى العمل.

العالم لا يتحمل تفشي الفيروسات الخطيرة في أي بقعة منه مهما كانت نائية، لأن الفيروسات لا تتقيد بالحدود، وسوف تنتشر سريعاً إلى البقاع الأخرى، لذا أصبح ضرورياً أن تسارع الدول الغنية إلى تقديم المساعدات العاجلة للدول الفقيرة.