الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«عيش وملح».. لنُمْسي أحباباً

صديقي: وأنت تأكل في لحم صاحبك لا تنسى أن تضيف بعض الملح، الذي كان بينكمأ كي لا يكون الطعم مؤيداً للغباء، لأن هذا الأخير هو المرض الوحيد الذي لا يؤذي الشخص نفسه فقط ولكنه يؤذي كل المحيطين به، وقد قيل إن من كوارث البشر أنهم قد يمحون كل تاريخك الجميل مقابل موقف واحد فقط لم يعجبهم.

صديقي: يقول ربُ العزّة (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) «سورة آل عمران ـ الآية: 178»، لذلك لا يعتقد الإنسان منا أنه استطاع أن يطوّع الظروف لمصلحته فقد أعطاه هذه الفرص الله عزّ شأنه ليزداد في الظلم، ويشعر بالقوة والفوز بطريقة ظالمة، وهو لا يدرك أن الله جل جلاله هو من سيرهُ إلى ذلك ليفاجئه (بعذابٍ مهين)، وقد ربط العذاب بالإهانة.

صديقي: طهّر نفسك ولسانك ولا تُكابر على الله في الظلم، فقد تسعد الآن و تُهان غداً، وحافظ على (العيش والملح)، واخشى من عبارة ( حسبي الله ونعم الوكيل)، فإنها قاسية ولو بعد حين، وأعلم بأن «العفو عند المقدرة»، فكيف تتخلى عن المقدرة وأنت على قدرها، فإن العشرة الحسنة ما هي إلا صفحات في تاريخ ينقشه الزمن بقلم المودة، لنمسي أحباباً عند الله عزّ وجل.