الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استقالة رئيس فاشل

أخيراً استقال بارتوميو رئيس برشلونة من الباب الضيق بعد فترة يعتبرها الكثيرون من أفشل الفترات الإدارية في تاريخ النادي الكبير، وأخيراً سيغادر الرجل المفتقد لكاريزما رئيس البارسا، وتخلى عن جلده السميك ومشاعره الباردة في مواجهة الأزمات التي تتطلب الانسحاب، ومنها الفشل في دوري الأبطال 5 مواسم متتالية، وآخرها الخروج بفضيحة تاريخية في دور الثمانية، أمام بايرن ميونيخ، ثم صدامه مع الأسطورة ليونيل ميسي، ونجاحه في لي ذراع ميسي بمخادعته في شروط عقده الذي كان يقضي بحريته في المغادرة دون شرط جزائي بنهاية الموسم، ولكنه استغل فترة جائحة كورونا التي أخرت نهاية الموسم وعدم تقديم ميسي طلباً للمغادرة، ليفرض على ميسي البقاء مجبراً أو الخروج بعد نزاع قانوني يشوه روعة إنجازاته التاريخية.

وما لا يعرفه الكثيرون أن بارتوميو متخصص في كرة السلة وترأس إدارتها في عصر الرئيس خوان لابورتا، ولكنه مع مغادرة لابورتا وتولي روسيل الرئاسة صعد لمنصب نائب الرئيس ومع استقالة روسيل بسبب الجرائم الضريبية التي أحاطت بصفقة نيمار، صعد إلى منصة القيادة، ليكمل مدة الرئاسة ويهزم لابورتا في الانتخابات بفضل نتائج البارسا بفوزه بالثلاثية ودوري الأبطال.

خلطة نجاح بارتوميو وفشله الذريع تثير الجدل وربما الجنون، فالرجل تحقق في عصره سيطرة محلية بـ10 ألقاب منها 4 لليغا، ولكن حقبته كانت الأفشل أوروبياً، مع لقب وحيد في أول موسم، تلاها 5 مواسم محبطة خرج منها البارسا مبكراً، مع سقوط درامي مهين في آخر 3 سنوات، سواء بريمونتادا ليفربول أو روما، وأخيراً الفضيحة التاريخية أمام البايرن.

وعلى مستوى الإيرادات والتسويق نفس التناقض، بصدارة الإيرادات عالمياً برقم قياسي تجاوز مليار دولار سنوياً، في آخر عامين، ولكنه، تصدر أيضاً في الفشل، نظراً للسفه الخيالي في الإنفاق بمعدل يقترب من مليار دولار سنوياً، بسبب الصفقات الفاشلة مثل جريزمان وكوتينيو وديمبيلي، وصدارة قائمة أعلى الرواتب السنوية للاعبيه بمعدل 13 مليون دولار لكل لاعب، ومع توابع جائجة كورونا، بلغت الخسائر 100 مليون دولار، وبات النادي معرضاً للانهيار الاقتصادي.

ولا تزال للقصة بقية في مقال قادم بإذن الله.