الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جائزة فهمي للنزاهة

بعد وفاته الدرامية عقب كفاح طويل ضد السرطان، نشرت هنا مقالاً بعنوان «فهمي.. الشاب الشجاع»، في مارس 2020 لتأبين الشاب عمرو مصطفى مراد فهمي، السكرتير العام السابق للاتحاد الإفريقي «الكاف»، الذي خاض حرباً شرسة ضد الفساد المستشري في الكاف برئاسة الملجاشي أحمد أحمد، والذي تقدم بملف خطير إلى لجنة الأخلاقيات بالفيفا عن فساد وجرائم رئيس الكاف، في الاختلاسات والانتهاكات المالية، وقبول وتقديم الرشاوى، عدا عن جرائم أخلاقية أخرى.

وللأسف تلكأ الفيفا ولجنته الأخلاقية الخاضعة لسيطرة إنفانتينو رئيس الفيفا وحليف رئيس الكاف، لأكثر من عام، رغم أن المستندات التي قدمها الراحل عمرو فهمي، كانت دامغة بالإدانة، ورغم وقوع عشرات الأدلة والمستندات في يد السنغالية فاطمة سامورا، السكرتير العام للفيفا، التي قامت بإدارة الكاف طوال 6 أشهر، وللأسف لم تتضمن تقاريرها وشهادتها أي إشارة عن بحيرة الفساد التي يسبح فيها الكاف.

ويبدو أن محاولات التغطية على فساد رئيس الكاف، باءت بالفشل الذريع، لتصدر لجنة الأخلاقيات منذ يومين، قرارها الهزيل باستبعاد أحمد أحمد، وحظر تبوؤه لأي منصب رياضي كروي طوال 5 سنوات، وفرض غرامة 200 ألف فرنك سويسري عليه، ما سيحرمه من دخول انتخابات رئاسة الكاف.

في مقالي السابق، أشدت بشجاعة وقوة الشاب المصري ابن الأصول، الذي توارث منصبه الإفريقي عن والده وجده، بجدارة وكفاءة، وقلت إنني أشعر كم كان إنفاتينو صغيراً ومتخاذلاً بالمقارنة مع الشاب عمرو فهمي الذي كان كبيراً وجريئاً في الحق، والذي تعرض للفصل والتصفية من منصبه، ورفض الاستسلام، بل أعلن خوضه لانتخابات رئيس الكاف، وفضح أحمد أحمد، وأحرج الفيفا ورئيسه، ولم يمهله القدر، ليرى ثمرة كفاحه ونجاح حربه على الفساد.

واليوم يفخر العرب والمصريون والأفارقة الشرفاء، أن ابنهم عمرو فهمي، كان على الحق ومات عليه، وهو يحارب المرض العضوي، والفساد الكروي، وأعتقد أن التكريم اللائق بهذا الراحل الشاب، هو تخصيص جائزة سنوية عالمية باسمه لأفضل ممارسات الشفافية والنزاهة بعالم كرة القدم، الذي لا يزال يئن تحت وطأة الفساد.. ولا يزال في هذا الملف فضائح أخرى تحت الرماد.