الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ماذا لو؟

لا أعتقد أن هناك سبباً ما يمنعنا من التركيز على إعادة النظر والتخطيط بشكل أفضل لكرة القدم الإماراتية، أعلم أن الأمر صعب على مستوى الأندية، كون أن الاختلافات كثيرة بين الإداريين والجميع يركز على تحقيق الأهداف الخاصة بناديه، والبعض الآخر يرغب في الوصول إلى المناصب الرياضية، لذلك نجد أننا في رياضة لم نتفق أبداً، رغم التصريحات الرنانة، إلا أن التوافق من أجل مصلحة اللعبة ككل صعب جداً.

لكن ماذا لو، تبنى اتحاد كرة القدم مشروعاً جديداً للعبة، أقصد أن يكون الأمر أكثر احترافية من عقد الندوات وسماع آراء المدربين، أي أن يتم جلب أفضل الخبراء من أجل إعادة تخطيط اللعبة، ووضع الأساس والاعتماد على استراتيجية عمل وآلية واضحة، لا تتغير بتغير مجالس الإدارات في اتحاد مثلما يحدث كل مرة.

وأن يتم تفعيل دور أكاديمية كرة القدم، وإيجاد آلية تسمح للاتحاد كرة القدم بتطوير المواهب وابتعاثهم ومنحهم كل ما هو مطلوب من أجل تطوير مستوى منتخباتنا، مثلما تفعل الاتحادات الأخرى في القارة (اليابان نموذجاً)، لكن الإشكالية هنا أن الأندية لن توافق على منح لاعبيها بحجة أن هناك مسابقات وتنافساً في المراحل السنية، على الرغم من أن هذه المسابقات خصمت من مستوى مواهبنا كثيراً، ولم تنجح في صناعة لاعب محترف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى الآن.


ماذا لو عملت هذه الأكاديمية على تطوير الكوادر الإدارية والفنية، ورويداً رويداً سنلاحظ الفرق بعد مضي عقد من الزمان على أقل تقدير، عندما نشاهد الإداري مختصاً ويعمل شهادات تتعلق بالرياضة وكرة القدم، وعندما نرى مدربينا الشبان تطوروا عبر صقلهم وخوضهم لفترات معايشة خارجية، ومنح المتميزين منهم فرصة تولي تدريب منتخباتنا السنية.


بلا شك سنلاحظ الكثير من الفروقات مستقبلاً، إذ ما اعتمدنا على نهج واضح، وبكل تأكيد سنجني ثمار ذلك، بدلاً من الأسلوب الحالي الذي نعتمد عليه تحت شعار الاحتراف، وهو بعيد كل البعد عن الاحتراف وأقل من الهواة أيضاً.

علينا النظر بجدية أكبر صوب مستقبل اللعبة الشعبية الأولى، نحتاج إلى وقفة جادة، ومن يريد النجاح وتحقيق التطلعات عليه أن يعمل أفضل من الآخرين.