السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مونديال في زمن كورونا

تستعد القاهرة بداية من اليوم الأربعاء، لتنظيم أكبر بطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال في التاريخ، في واحدة من أكبر المجازفات لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير، بمشاركة غير مسبوقة لـ32 دولة وسط أجواء من التأمين الطبي والأمني للحدث، الذي أراهن أن أهم دول العالم كانت لتتهرب منه بالتأجيل أو الإلغاء، خشية تحمل المسؤولية والمخاطر الطبية الهائلة من جراء الموجة الثانية الشرسة من جائحة فيروس كورونا، والتي أجبرت العديد من دول العالم الأول في أوروبا بفرض الإغلاق التام وتشديد الإجراءات الاحترازية وأحياناً حظر التجول.

المسؤولية التي أبت الدولة المصرية إلا أن تتحملها بشجاعة وترتيبات استثنائية، وسط ترقب العالم، ستكون من خلال تطبيق نظام الفقاعات الاجتماعية أو الطبية في الفنادق والملاعب على المنتخبات المشاركة في المونديال، بحيث يتم عزل المنتخبات عن باقي المجتمع المحيط في مجال اجتماعي للتواصل الآمن والمغلق بين مجموعات الفقاعات، بما يؤدي إلى تقليل مخاطر نقل العدوى، وهو نظام بدأ تطبيقه في بعض البيئات الرياضية مثل فرق الدوري الإنجليزي.

ورغم سلسلة الملاعب والصالة الداخلية باستاد القاهرة التي تعتبر من الأكبر عالمياً، فإن المونديال سيقام خلف الأبواب المغلقة بعد قرارين أحدهما بتقليص المسموح به من الجماهير إلى 30% ثم 20%، وأخيراً تم إلغاء الحضور الجماهيري، في ضوء الإجراءات الاحترازية، للحفاظ على سلامة الجماهير ومنظمي البطولة، وسيكون الاعتماد على نقل الصورة التلفزيونية للعالم عبر البث على الهواء بعد حصول مصر على الحقوق الحصرية للبث، والتي ستضاعف المحتوى الإعلامي عبر العديد من البرامج والتغطيات بجانب المباريات والمؤتمرات الصحفية والمتابعات.

ورغم الإجراءات الاحترازية والغياب الجماهيري، فإنني أتوقع نجاحاً فائقاً للبطولة، التي تلقى اهتماماً خاصاً بداية من رأس الدولة المصرية، مروراً بالقيادات المصرية لكرة اليد، الذين أعرف مدى ذكائهم وكفاءتهم منذ كانوا لاعبين صاعدين، ومعهم صديقي المتألق د. أشرف صبحي وزير الشباب الرياضة، ويتبقى أن تتأكد التوقعات ببصمة مصرية عالمية في منافسات المونديال ومعها أشقائها المتميزين في الجزائر وتونس والمغرب وقطر والبحرين، وكلهم واعدون بأدوار غير عادية، تبشرنا بمفاجآت عربية في البطولة.