السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«لا تخبري ماما»

عشت أياماً صعبة وأنا أقرأ رواية «لا تخبري ماما»، حيث تعرض الكاتبة «توني ماغواير» أحداثاً حقيقية مؤلمة، عن فتاة صغيرة تتعرض لنوع من أكثر جوانب الحياة بدائية والمعاصرة رعباً، وهي الاعتداء الجسدي من اغتصاب وعنف جسدي من قبل والدها.

أرشح هذه الرواية للقراءة، لكن المجتمع العربي في الوقت الحالي لا يتطلع للقراءة ولا لفهم المشاعر عن طريق الحروف والفواصل والتفاصيل الدقيقة، لقد جبل منذ أعوام على أن يكتفي بقراءة حروف لا تتعدى 140 حرفاً، واكتفى بمطالعة الصور التي تشبع نهمه الخاص بمشاهدة حياة الآخرين من خلال برنامج الإنستغرام.

الفكر السائد لدى القارئ العربي أو نصف القارئ إن صح التعبير، أن الفن والأدب هي أشياء من الترف ممارستها في ظل هذه الأوضاع الصعبة، إنه يعيش للكفاح وليس لقراءة كتاب أو رواية سواء أكانت خيالية أو من واقع الحياة كما فعلت ما غواير، حينما أزاحت الستار عن حياتها وتحدثت بكل شفافية عن تحولها من فتاة عادية إلى فتاة مذعورة فاقدة الثقة في نفسها.


روايتها تأخذني إلى رواية «لوليتا»، وهل هناك من لا يعرف لوليتا وهمبرت، أستاذ الأدب المريض بشهوة المراهقين، حيث يرتبط بعلاقة جنسية مع دولوريس هيز ذات الاثني عشر عاماً بعد أن يصبح زوج أمها.


نحن بحاجة إلى كتب تطل بنا نحو جوانب مختلفة من الحياة، لنفهم كيف يعيش الآخرون ليصبحوا مختلفين عنا، وأتذكر الآن رواية الشابة السعودية صبا الحرز «الآخرون» حينما ألقت الضوء على الحياة المثلية التي عايشتها البطلة.

المجتمع العربي لا يهتم بالكتب ولا بالروايات لأنه يعتقد أنه أكبر من أن يعيش مع صوت حزين يبحث عن مخرج.