الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الزعيم وطائر الشرق

خلال زيارتي إلى نادي مانشستر يونايتد (أولد ترافورد) نهاية عام 2003، كان هناك زوار كثر من بلدان شرق آسيا، منهم يابانيون يودون اكتشاف أسرار هذا النادي العريق، وبينما كان مرشد يونايتد يقدم لنا العديد من القصص والحكايات والأحداث المهمة في تاريخ هذا الصرح الرياضي العالمي، ركز بعض الزوار الآسيويين على قبعتي التي كانت تحمل شعار «العين»، وتحول الحديث عن اللقب الآسيوي الذي حققه الزعيم حينذاك لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية، وبدلاً من أن يستمر مرشد المان في الحدث عن ناديه، راح يستمع إلى تعليقات الجمهور الآسيوي عن السفير الإماراتي الذي قلب الطاولة على أقوى فرق القارة الصفراء.

هذه الحكاية القديمة اقتحمت مخيلتي عندما كنت أتابع أخبار التعاقد مع صانع الألعاب الياباني شويا ناكاجيما على سبيل الإعارة من فريق بورتو البرتغالي. نادي العين صرح معروف في القارة وفي العالم بسبب نتائجه ونجومه وتاريخه وأحلامه وأهدافه، وبسبب رفده المنتخبات الوطنية بلاعبين مؤهلين أسهموا في تحقيق العديد من الإنجازات خلال الفترات الماضية.

أنا على ثقة بأن اللاعب ناكاجيما يعرف بالضبط ماذا يريد الزعيم، ولماذا تعاقد معه في هذا التوقيت، ويدرك أن عليه صناعة الفارق خلال المرحلة الثانية من دوري الخليج العربي، فالعين فريق بطولات وقلعته مليئة بالكؤوس والألقاب والأوسمة.

نجاح طائر الشرق القادم من البرتغال لا يتوقف عليه وحده، بل على جميع أفراد أسرة فريق العين، ومنهم المدرب، إذ يجب على البرتغالي بيدرو أن يوظف هذا الطائر بصورة صحيحة حتى يتمكن من الطيران بشكل لائق، والطيور تفقد أبرز سمات قوتها عندما توضع في الأقفاض أو في الأماكن غير المناسبة.

هناك ملاحظة أخرى مهمة هي أن ناكاجميا لا يستطيع حل مشاكل الفريق الفنية كلها التي ظهرت في المرحلة الأولى، لذا على الجهاز الفني أن يعالج بقية نقاط الضعف بحكمة، ومنها وضع خطط بديلة لتعويض اللاعبين المصابين أو الذين سيتعرضون للإصابات، فمقاعد بدلاء الزعيم يجب أن تكون غنية بالموهوبين.