السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بين عصر السرعة.. وحنين الماضي

على إيقاع التطورات السريعة التي تزاحم تفاصيل حياتنا اليومية، بات سكان الكوكب الأزرق أكثر ميلاً في مناحي حياتهم اليومية لمواكبة تلك السرعة، وكل ما هو مرتبط بها من منتجات تكنولوجية حديثة.

وعلى هذا المنوال أصبح تصفح المواقع الإخبارية أسرع وسيلة للوصول للمعلومة ومتابعة التطورات، بعيداً عن انتظار أكوام الصحف حتى يضعها الموزع في منافذ التوزيع صباح كل يوم.

وعلى هذا المنوال يمكن قياس كثير من أمور الحياة اليومية التي سرعت بعضها جائحة كورونا، كما هي الحال مع الانتظام في التعليم من خلف المقاعد الإلكترونية، والتسوق عبر الإنترنت، وحتى شراء السمك الطازج عبر تطبيقات مخصصة لذلك.


لكن في المقابل يبدو أن ثمة حنيناً يبرز بشكل ملحوظ لأشياء تنتمي للزمن القديم، الذي يطيب لكثير من العرب في مواقع التواصل الاجتماعي أن يطلقوا عليه «الزمن الجميل» رغم أن بعضهم لم يعش هذا الزمن إلا افتراضياً من خلال أفلام الأبيض والأسود وبعض الصور والمعلومات المتداولة التي تشيع وتلقى قبولاً، من زاوية أن الزمن لا يأتي بالأفضل دائماً، وأن كل جيل لا يكون أفضل من الجيل الذي سبقه، وهي معضلة ثقافية تحتاج إلى تأمل وافر قبل القبول بها على كل حال.


وعلى ذكر الحنين لكل ما هو قديم، ظهرت بعض ملامح التصميمات القديمة مجدداً في حياتنا، في اعتراف ضمني، ربما، بأن الفخامة والأصالة مرتبطتان إلى حد بعيد بكل ما هو كلاسيكي، فعادت للواجهة سيارات وملابس وأدوات، وحتى هواتف بشكلها القديم ولكن بلمسة عصرية.

ومع كل الانحياز الذي عرفناه لما يسمى «عصر السرعة» كما كان يطلق عليه في مطلع القرن الـ21، تبين أن الرواية لم تندثر لصالح الأقصوصة أو الومضة القصصية كما كان يتوقع البعض، فلا تزال الرواية تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، غير أن النسخ الإلكترونية منها باتت تزاحم الورقية على رفوف متاجر «أمازون» وبعض التطبيقات المخصصة لبيع الكتب على شبكة الإنترنت.

والأمر ذاته تقريباً ينطبق إلى حد بعيد على ما نشهده من هوس مشاهدة المسلسلات ذات المواسم المتعددة، بعد أن كانت التوقعات قبل عقدين تقريباً تقول إن مشاهدة الأفلام ستتراجع أمام اجتياح الأفلام القصيرة التي تناسب روح العصر، ومقتضيات سرعته المزعومة.