الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من آداب المزاح

كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يتبسم في وجوه الصحابة الكرام، حيث لم يكن فظّاً ولا غليظاً، بل قال الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه: «ولا رآني عليه الصلاة والسلام إلا تبسم في وجهي» (رواه البخاري ومسلم).

هكذا كانت أخلاقه الكريمة العطرة فهو القائل: «وتبسّمك في وجه أخيك صدقة» (رواه البخاري في الأدب المفرد)، فحريٌّ بنا أن نقتدي به عليه الصلاة والسلام، فالدعابة والكلمة الطيبة من الأخلاق الحسنة، ولا يعني هذا أن يطلق الإنسان لنفسه العنان فيمزح بأي مزاح ولو كان ثقيلاً على النفس مؤذياً لها، فإذا مزحت مع الناس فتجنب المزاح باليد، فبعضهم قد يضرب غيره بحجة المزاح، فهذا تجاوز مرفوض وغير مقبول، بل قد يورّث هذا المزاح العداوة والبغضاء، ويُفرِّق بين الأحبة والأصدقاء.

وكذلك لا يصح المزاح بما يسميه بعضهم (المقالب)، فبعضها فيها تخويف عظيم للناس، وكل هذا يزعم صاحبه أنه يمازح غيره بهذا الأسلوب الأرعن، فهذا مزاح ثقيل جدّاً.. فإياك وترويع الآخرين ولو كان قصدك المزاح، والموفق من يتجنب الكذب في المزاح، فلا يمزح مع غيره باختلاق أخبار لا أساس لها من الصحة، خاصة فيما يتعلق بالحوادث والوفيات، فهذا باب خطير من أبواب الشر.


ولنحذر من المزاح الجائر الذي فيه سخريّة بعباد الله، فبعضهم يجهز مقاطع مصورة بقصد إضحاك الناس من بعض الجنسيات والأعراق، وخاصة إذا كانوا من البسطاء والضعفاء فهذا سلوك مرفوض ولا يُقبل أبداً.


ومن آداب المزاح مراعاة الوقت الذي يطيب فيه المزاح، لأن هناك أحوالاً لا يكون المقام فيها مناسباً للدعابة والضحك.