السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

منتخب يفخر به العرب

ربما كان في الإمكان أفضل مما كان لمنتخب الفراعنة المصري لكرة اليد، الذي خرج من دور الثمانية لكأس العالم للرجال المقامة بالقاهرة، بسيناريو ملحمي نادر التكرار، عندما فرض التعادل مع منتخب الدنمارك حامل اللقب العالمي والمدافع عنه خلال الوقت الأصلي للمباراة ولوقتين إضافيين على 4 أشواط، لينتهي الأمر بركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للدنماركيين.

وخرج المصريون بخسارة غير مستحقة، واكتفوا بالمركز السابع، لكنهم غادروا مرفوعي الرأس، ضاربيين المثل في تحدي المستحيل، وأذهلوا العالم بمستواهم الذي أحرجوا به أبطال العالم، الذين أفلتوا من قبضة المصريين وجعلوا يحتفلون بجنون بعد نجاتهم من مصير ضياع اللقب.

استحق منتخب الفراعنة تهنئة رئيس الدولة والشعب المصري وجماهير وخبراء اللعبة في العالم، على المستوى الرائع الذي ظهروا به وعلى الروح القتالية التي جعلتهم، يواجهون أبطال العالم بندية 100%، وتفوقوا بالثلاثة في بداية المباراة، وبعد تفوق دنماركي في الشوط الأول، فرض المصريون كلمتهم في الشوط الثاني الذي انتهي بالتعادل.

وعاد الدنماركيون للتفوق في الشوط الإضافي الأول، ليتمكن الفراعنة مرة أخرى من إعادة الأمور إلى نصابها، ثم ألقوا بكلمتهم وشلوا حركة الهجوم الدنماركي وظل المصريون متقدمين حتى قبل النهاية بثوانٍ، وللأسف خطف الدنماركيون التعادل بركلة جزاء، وانتهت الأشواط الستة بالتعادل، ليتم الاحتكام لركلات الترجيح، التي غاب التوفيق فيها عن الفراعنة وضاع الفوز من بين أيديهم.

رغم تناقض مشاعر الفخر بهذا المنتخب العالمي المشرف للعرب أجمعين، مع مشاعر خيبة الأمل بضياع فرصة نادرة للوصول للمربع الذهبي واحتمال كبير لانتزاع اللقب العالمي، فإن الفراعنة أكدوا مرة جديدة، علو كعبهم وزحفهم نحو زعامة كرة اليد العالمية بكل مراحلها السنية، خاصة مع سابق فوزهم منتصف عام 2019، بكأس العالم تحت 19 سنة، وبالمركز الثالث في كأس العالم تحت 21 سنة، وهي مقدمة تمهد لعودة العصر الذهبي للفراعنة الذي فازوا خلاله ببطولة العالم للشباب عام 1993، كما سبق لهم الفوز مراراً بالمراكز من الرابع إلى الثامن بكأس العالم للرجال، ولعل ذلك يرشحهم لإحراز ميدالية بأولمبياد طوكيو القادم.