الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المرأة.. وثقافة المشاركة

أميل إلى تصديق الفلسفة التي اخترعتها بنفسي، بأن المرأة في أي مجتمع عالمي هي الصورة الحقيقة التي تعكس طبيعة المجتمع اقتصاديّاً وثقافيّاً، هي المقياس ـ من وجهة نظري ـ للوطن الذي تعيش به، الألوان التي تختارها، العطور التي تستهلكها، نوع الطعام، وخاصَّة سفرة الغداء، الأحذية، ولون بشرة الأطفال، وستائر المنزل.

وقد راق لي حينما كنت أزور جمهورية مصر، أنني كنت أرى عدداً من الأعمال التي يقوم بها الرجال وتقف خلفهم زوجاتهم، بعض المطاعم الصغيرة في وسط البلد، حيث الجموع الهائلة من الزبائن، فتجد الزوجة تقف خلف زوجها لتساعده، تغرف من هذا، وتتناول النقود من ذاك، وترتب الطاولات مع أطفالها، وتمدُّ يدها لتمسح عرق زوجها، إنها صورة مذهلة لمفهوم العمل الأسري، لكنها لا تتكرر كثيراً في الوطن العربي، وهذا يعود لأن المرأة المصرية قد ظهرت على السطح في المشاركة والعمل، قبيل شقيقاتها من الدول العربية الأخرى.

في الصين العمل الأسري متواجد وظاهر وبيِّن، دكان بسيط والزوج والزوجة هما من يديران هذا العمل بمفرديهما، وأحياناً تجد الأبناء يشاركون الأب والأم في العمل.


نقل الصينيون هذه المشاركة حينما انتقلوا للعيش في أوروبا وأمريكا، فأنت في باريس يمكنك أن ترى المطاعم الصينية الصغيرة، أو متاجر البقالة وجود الزوجة إلى جانب زوجها في العمل، حتى الآن هذه الصورة لم تنتقل بصورة واضحة وبيِّنة في دول الخليج، صحيح أن هناك أعمالاً تقوم بها المرأة إلى جانب زوجها، لكنها حتى الآن ليست ظاهرة.. في دول الخليج تفضل العديد من الأسر عدم ظهور المرأة كمشاركة، في حين أنها تحتفي بعمل أفراد الأسرة من الرجال مع بعضهم البعض.