اتجاه الأسواق المالية العالمية

المتابع لأداء الأسواق المالية العالمية، سيجد أنها تسير على عكس ما يجري في الواقع، فقد شهدت بعض الأسواق، خلال العام الماضي، ارتفاعات قياسية جديدة، أبرزها السوق الأمريكي، والغريب أن هذه الارتفاعات غير مبررة على الإطلاق، وتحدث في أوضاع اقتصادية سيِّئة، إما بسبب جائحة كورونا ‏وآثارها، أو بسبب أزمة الديون التي تعيشها معظم دول المعمورة، بما فيها عدد من الدول الصناعية المتقدمة مثل: الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد أسهمت أزمة كورونا في تعطيل شبه تام لأنشطة قطاعات حيوية، مثل: الطيران والنقل والسياحة والأنشطة الترفيهية، وعدد من الأنشطة الخدمية، وإفلاس بعض الشركات وغيرها، ‏في مقابل ازدهار شركات التكنولوجيا والأدوية والخدمات الصحية.

لكن هذا الازدهار لا يعكس حقيقة الارتفاعات العالية للأسواق.. صحيح أنه تم ضخ تريليونات الدولارات في الأسواق خلال العام الماضي، وهو مستمر حتى بداية العام الحالي، علاوة على دخول المستثمرين الصغار بأعداد كبيرة، ‏لكن ذلك ليس بالمؤشر الإيجابي للارتفاعات غير الواقعية، لأن ما تمَّ صرفة يمكن أن يتهاوى في بضعة أيام حال توقف التدخل الحكومي لأيّ أسباب كانت.

هناك مؤشرات تدل على أن العالم مقبل على أزمة ديون عالمية، إذْ قد تعلن عدة دول عدم قدرتها على سداد ديونها، أي إفلاسها بسبب ما تركته‏ أزمة كورونا من آثار ناهيك عن أوضاعها الاقتصادية المتأزمة بالأصل.

و‫ربما سيكون العالم على موعد مع انفجار فقاعة اقتصادية ضخمة ستتجاوز آثارها أزمة عام 2008، وقد تمتد لسنوات طويلة مقبلة.