الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

احذر الضباب الداخلي

الضباب ظاهرة طبيعية، نلاحظها كثيراً هذه الأيام، وهي عبارة عن سحاب منخفض قريب من سطح الأرض، أو هو قطرات مائية معلقة في الهواء، وهي وإن كانت غير مستحبَّة لمستعملي الطريق، إلّا أنها من الجانب الشكلي لا تخلو من الجمال، ربما لأنها صفة ارتبطت بلندن «مدينة الضباب» عاصمة بريطانيا العظمى تاريخياً، ثم إن صوراً متداولة هذه الأيام لمدن الإمارات مثل أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، تصور المدينة، يغلفها ضباب رقيق، تخترقه وترتفع عنه أعالي ورؤوس ناطحات السحاب، وهي صور تستهويني جداً، فهي تعكس تقدماً عمرانياً، ورومانسية تبعث على الشعور بتميز شتاء الإمارات.

قد يحجب الضباب الرؤية جزئيّاً، وهو ما يقتضي الحذر في قيادة السيارات، وذلك لعدم وضوح الطريق والهدف، لكنك بالتأني والقيادة الصحيحة سوف تصل، فالأمر لا يعرضك للخطر إذا اتخذت الاحتياطات والتزمت بالتعليمات، أما الضباب الذي قد يعرضنا للخطر والتخبط فهو الضباب الداخلي، وقصدت هنا ضبابية الرؤية في طريق الحياة، التي لا يمكننا التغلب عليها إلّا من خلال رسم أهداف لحياتنا.

إن كان الضباب في شوارع المدينة يعيقنا ويحول دون رؤيتنا للهدف، فإن وجود هدف في طريق الحياة من شأنه أن يجلي الرؤية ويُنير لنا الطريق، فيَسهُل الوصول، وما الذين نراهم متخبطين في خطواتهم، غير قادرين على تحقيق منجز، يسيرون على مدى الأيام بعشوائية، فإنما هم أُناس لم يرسموا أهدافاً لحياتهم، فلا نبراس يضيء لهم الطريق، فيمر العمر دون أن يتركوا بصمة.


الضباب كظاهرة مناخية، هي حالة مؤقتة تأتي وتزول، أما الضبابية في دواخلنا فهي التي علينا أن نحذر من نتائجها.