الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شماعة كل جولة

اعتدنا بعد كل جولة على توجيه سهام النقد نحو مستوى قضاة الملاعب، خاصة عندما تشتد المنافسة سواء في مراكز المقدمة أو مؤخرة جدول الترتيب في دورينا، ودائماً ما يضع الفريق الخاسر كل أسباب فشله في الحكام.

التصريحات التي نتابعها من اللاعبين والمدربين وأيضاً إدارات الأندية ضد الحكام، لا نراها كثيراً في الدوريات الأوروبية، لأن الاتحادات هناك تتعامل بحسم شديد مع مسألة التشكيك في مستوى الحكام ونزاهتهم، ودائماً ما تكون العقوبة رادعة، كما أن الأندية لا تتسامح مع اللاعبين والمدربين إذ ما تم إيقافهم أو وضع تغريمهم بسبب هذه التصريحات، لذلك تجدهم يبتعدون عن هذه المسألة.

على الرغم من وجود أخطاء لدى قضاة ملاعبنا، وليست كثيرة بالطبع، خاصة أن لجنة الحكام تخرج من فترة إلى أخرى وتؤكد أن بعض القرارات الشائكة دائماً ما تكون صحيحة، ونشكر اللجنة والإدارة على انفتاحهم مع وسائل الإعلام، ونطالبهم بالمزيد من العمل لأن هناك نقاطاً لا بد من تطويرها.

أولها تصريح أحد اللاعبين الذي أكد أن حكامنا عندما يقودون مباريات خارجية في آسيا، على سبيل المثال لأندية الشرق في دوري أبطال آسيا، يختلف مستواهم عن المحلي، وبالفعل تابعت عدة مباريات لأندية الشرق تحت إدارة أطقمنا، نجد أن الكرة لا تتوقف والمباريات سريعة للغاية، ولا يتم احتساب مخالفة على أي احتكاك مثلما يحدث لدينا هنا، مسألة إيقاف اللعب بشكل مبالغ فيه بات مزعجاً للغاية ويؤثر على جمالية المباريات، ولا بد من مراجعة هذا الأمر، لأن كرة القدم لعبة التحامات، ما عدا في مسابقاتنا، ممنوع اللمس والالتحام والإنذارات كثيرة للغاية.

على أرض الملعب، مستوى الحكام أعلى من اللاعبين والمدربين والأندية، وما حققه قضاة الملاعب من إنجازات لم تتمكن أنديتنا ولا منتخباتنا من الوصول إليه ولا حتى مجاراتهم، لذلك ليست مشكلتنا الرئيسية في قضاة الملاعب.

أتمنى أن يخرج إداري أو مدرب أو حتى لاعب، يحمل مسؤولية الخسارة لفريقه، سواء بفقدانهم للتركيز أو ضعف مستواهم أو لتفوق الخصم، ومن هذا النوع من التصريحات الذي نسمعه ونتابعه في الملاعب الخارجية، لكن لدينا أقصر شماعة هي الحكام، وكأن مستوى اللعب عال للغاية ولا توجد أخطاء للاعبين والمدربين والإدارات.