السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

المشاكسون في الحياة

نحن دائماً من وجهة نظرهم كاذبون حينما نتكلم، لا يمكن أن يصدقوا أحداً حتى غوغل، لطالما أفرغوا شتائمهم عليه، واتهموه بالقصور في المعلومات، والتحيز لأفراد دون بعضهم!

دائماً كنت ولا أزال أشعر بالأسى تجاه هؤلاء، وحينما أرْخي السمع لهم فأنا بذلك أريد لقلبي أن يهبهم الكثير من الأعذار، أن أختلق لهم الأسباب التي تجعلهم بهذه الصورة المقززة، وهم لا يجدون بأساً في ذلك، لا يهتمون مطلقاً بماذا تشعر نحوهم، فهم لا يملكون تلك الطاقة التي تحرضهم على فعل ذلك، أن يصدقوا أحاديثك حتى، لو يقتنعوا بأنك لا تكذب وبأنك تقول كل الحقيقة، وبأنهم ليسوا المقياس لكي يهبوك بركاتهم، وبأنهم وجدوك صادقاً وأميناً وقد آمنوا بك وبحقيقتك.

البعض يتسلى طويلاً في تقزيم الآخرين، تلك هي القضية الحقيقية حينما ندخل في عمق التفاصيل، حينما يصر مثل هؤلاء على وضعنا أنا وغيري في قناني ضيقة من المشاعر والفهم وإحكام غلقها في بعثرة ظلالنا.


أدرك جيداً أن أفضل وسيلة للتغلب على مثل هؤلاء أن تكون بعيداً، ألا تقترب من النار، ألا تجادلهم، ألا تطلب منهم العدالة في قياس أخلاقياتنا وسلوكنا ووضوحنا الشخصي، أن تثق تماماً بصورتك الطبيعية من دون ازدراء، ومن دون المبالغة في تعظيم الذات، لكن عليك أن تصل للمرحلة الذهبية، تلك المرحلة التي لا يمكن أن يكون لحديثهم تأثيراً قاسياً ومرعباً على نفسك.


لقد شاهدت عدداً من الزوجات فقدن الثقة بأنفسهن بسبب سلوك أزواجهن، وبدأن في التآكل، لذا، لا بد من الخروج من قمقم هؤلاء المشاكسين في الحياة، وألا يتم دمج الاحتقار بالإعجاب، والكراهية بالحب، والاشمئزاز بالجاذبية.