السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

السعادة مقبلة

منذ زمن طويل وتحديداً في طفولتي، كانت مجلة العربي تصلنا شهرياً، يقرؤها جميع أفراد الأسرة، كلّ حسب اهتمامه، أما أنا فعندما يأتي دوري كنت أحب صفحة بعينها، ربما بحكم براءتي أبحث عما أفهمه ويسعدني، خاصة أن العبارة على رأس تلك الصفحة تعجبني وتبهرني كل مرة، «اضحك تضحك لك الدنيا، ابكِ تبكِ وحدك»! وتحتها أقرأ طرائف من هنا وهناك، فأضحك من قلبي وأسعد بذلك جداً، حتى اكتشفت أن الكل كان يرقبني عندما أحمل المجلة، ومع أول ضحكة، أسمع أصداءها من الجميع، يرددون الضحك خلفي، يبدو أنني كنت أضحك بعمق وبصورة مثيرة لضحكهم.
منذ ذلك الحين وأنا أردد هذه العبارة، ويزداد إيماني بها، فكلما ضحكت يشاركني كل من حولي، فالضحك مشاركة وعدوى، أما البكاء والحزن فهو فردي، لا يشاركك فيه أحد، ومع الضحك تتولد السعادة والسرور، لكن شؤون الحياة لا تدع لك فرصة للسعادة كل حين، فقد يصيبنا ما يكدر، ولكن مع سماعي أول مرة لمقولة «انظر للنصف الممتلئ من الكوب»، انتقلت إلى مرحلة تحدٍّ جديدة، وجربت العمل بها مرة تلو مرة، حتى عرفت آليتها وأبعادها، ثم تحولَتْ إلى نمط حياة، ومع مقولة توماس إديسون إن المصباح الكهربائي كان نتيجة مئات المحاولات الفاشلة، ومع كل فشل كان إديسون يتعلم الجديد، هنا تغير أسلوبي في تلقي الفشل، وتحول إلى سعادة ودافع نحو النجاح.
وفي الإمارات، بلد السعادة، تقرأ ما يدفعك للسعادة في كل مكان، وها نحن مقبلون على 20 مارس، اليوم العالمي للسعادة، فلنجلب السعادة لحياتنا، كي لا يجد الكدر مكاناً له، وليغادر، نحن من يملك القرار، والسعادة مقبلة.