الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رمضان.. واستثمار الوقت

يستثيرنا القرآن في أكثر من موضع لكي ننشد كلّ الأهداف الخيرة، التي تعطينا معنى أكبر للحياة أو تجعلنا نتحدى الزمن لتحقيقها، وأن نتساءل: ما الأعمال التي سنضع لها الأولوية القصوى خلال هذا الشهر الفضيل؟

لاغروَ بأن في كتاب الله قيم ومعاني وكلمات تستنهض الهمم، وتكرارها في أكثر من موقف في سور القرآن يدل على تأكيد عظيم فضلها، وهذه الكلمات تحمل طاقة محفزة للنفس، (سارعوا) (وتزودوا) (سابقوا) (فليتنافس المتنافسون).

تلك الكمات المحرضة لها أن تضبط إيقاع الحياة للمسلم وتعينه على حسن استغلال وقته، فهذه الكلمات تعدّ من أروع الأمثلة على اغتنام دقائق العمر، واستغلال أنفاسنا في الطاعة، وتربية النفس على علوّ الهمة والارتقاء بالغايات النبيلة، والإنسان يمارس فعل المسارعة والتزوّد والتنافس في عبادته خلال عمره كله، ولكن في رمضان أوجب، ويملأها من الخيرات، فشهر رمضان بمنزلة فرصة عظيمة من عمر الزمن، حيث لا يبلغها فيه إلا القلة حين تصفو القلوب وتسمو النفوس، وترقى الأرواح إلى المعالي الآخروية.

الهدف الأسمى في رمضان أن تترقى نفوسنا طواعية إلى منزلة إيمانية رفيعة، ذلك أن الصيام يرفعنا إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام من خلال تطهير النفس من أمراضها القلبية والأخلاقية، ومَن لم يستطع تغيير عاداته السيئة في رمضان فهو في غير رمضان أصعب أن يُفلح.

ألا ما أحوج أمّتنا إلى أن تستنير من هذا الشهر الفضيل وتحصد الجوائز والمنح الجزيلة، أما آن الأوان أن نزيح هذه العقبات ونتقدّم؟.. فالعقبات هي الأشياء التي يراها الإنسان عندما يحوّل عينيه عن فضائل الخير، والعلاج الناجع هو مضاعفة فاعليته واستثمار الأوقات والأعمار لجني ثمار الخير في رمضان.