النَّفَس هو الهواء الذي يدخل في جوف الإنسان، ويسمى في الإمارات أيضاً (نصخ)، والنفس هو النسيم العليل، فإذا أحس الإنسان بضيق من الأماكن المغلقة داخل البيت أو المكتب قال: أريد أن أخرج لآخذ نفس أي أشم نسيماً عليلاً، وأيضاً يقول من أحس بضيق: ابغي نفس.
كذلك الذي وجد الناس مزدحمة على شيء معين ولم يجد له مكان بينهم، يقول (سووا لي نفس) أي اجعلوا لي مكاناً بينكم، ونَفْس تعني مِثْل، فنقول نفس الشيء أي مثله، ونفس الأشياء أي مثلها.
النَّفْس أيضاً تعني الشهيّة، فإذا قُدِّم طعام لشخص وهو لا يشتهيه قال: (ما لي نَفْس) أي ليست لدي شهية لذلك الطعام، وتعني أيضاً الغرور، فيقال (فلان فيه نَفْس) أي فيه غرور أو أنه مغرور، والنّفس أيضاً (المودة وطيب الخاطر) فإذا أعطاك أحدهم عطيّة أو هدية وانكسرت أو حدث لها مكروه في الحال، قلت: أعطاني الهدية من دون نَفْس.
النَّفس أيضاً هو القدرة على العطاء، فنقول فلان نفسه طويل في الشعر، فيُشَبَّه بالغوص تحت الماء الذي يتمكن من البقاء مدة طويلة دون الحاجة إلى الخروج من الماء، فيكتفي بالنفس الموجود في صدره دون الحاجة إلى نفس جديد، فهو يكتب المطوّلات من القصائد دفعة واحدة دون الحاجة إلى معين ودون توقّف.
كذلك قولهم نِفَسْنِي في الأكل أي كانت عينه فيما آكل، ويعني أنه كان يريد الأكل الذي كنت أتناوله فنظر فيه واشتهاه، فطابت منه نفسي فلم أعد أشتهيه، أما لاتقاء هذا الفعل من أوّله يقول الذي يأكل للذي ينظر إليه: لا تَنْفِسْنِي ويعطيه نتفة صغيرة ليتقي عينه وهلعه.
نَفَسْ تعني ذائقة وخبرة، فإذا طبخت امرأة طبخا جيداً واستلذَّ الناس بما طبخت فيقولون: (فلانة لها نَفَس طيّب في الطبخ)، أي أنها طبخت من واقع خبرة معينة لكنها أيضاً طبخت بذائقة خاصة ميّزت طبخها عن غيره.
في الإمارات أيضاً النفس تعني رحم المرأة، فإذا أحسّت المرأة ألما في رحمها أو أي ألم في محيط عورتها، لم تذكر اسم العورة أو تؤشر عليها، بل تخبر أهلها بأنها تتألم من نَفْسِها فيعرفون أن ألمها هناك.