الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أعمارنا.. ثروتنا المنهوبة

أكبر كذبة تقولها لك أسرتك على الدوام: إن العمر مجرد رقم، حينما ترفض الاحتفال بعيد ميلادك، ويبدؤون في إلقاء المحاضرات والتنظير وضرب أمثلة مختلفة، حتى يؤكدوا نظريتهم.

صديقاتي أيضاً يعشن هذه الكذبة، وزملائي في العمل لا يختلفون عمّن سبق ذكرهم، وحدي أنا التي أصدق أن العمر ليس مجرد رقم، إنما هو تاريخك الذي دونته أنت بنفسك، فحياتك أنت من صنعها وعجنها وخبزها، وهي ستظل معك بكل الأخطاء والهفوات والسعادات المفاجئة أو حتى التي اخترعتها للآخرين، بدموعك التي انهمرت حينما انكسرت لأي سبب كان، علاقة غراميّة انتهت في وقت غير مناسب، صراخ أحد والديك بسبب أخطاء ارتكبتها، أو بسبب اختلاف في وجهات النظر، وشعورك العميق بأنك غريب عمّن حولك، طبعاً هذه المشاعر تظهر تحديداً ما أن تسمع أحدهم يشير لأي تصرف قمت به، فيقول: «لا بأس إنها تمر بفترة المراهقة ومصاعبها، ستكبر وستفهم خطأها»، حينها تدرك أنك تجلس على حافة العالم، وتتمنى لو أنك أصبحت مجرد أرنب في قبعة ساحر.

الوحيد الذي لا يمكن أن يقول لك: إن العمر مجرد رقم هو طبيبك وموظف البنك، وستدرك حقيقة عمرك حينما يطلب منك الطبيب إجراء عدد من الفحوصات، فهو لا يشك أنك لست بخير، ولكن بما أنك وصلت لهذا العمر، فيجب عليك مرغماً أن تقوم بهذه الفحوصات.

موظف البنك يظل يتأمل بطاقتك طويلاً، ويبدأ في استخدام الآلة الحاسبة، وكلما طال الوقت أدركت أنه يقوم بحساب عمرك، ويقوم بقسمته على عدد السنوات التي من المفترض أن تكون حينها على قيد الحياة.

العمر ليس مجرد رقم، صدقوني!