الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

رمضانيات... منارة الإنسانية

في حوار موسع مع مجلة عيناوي عام 2003، يصف سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، موقفاً خالداً مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه، ويقول: "ذات مرة حققت بطولة القدرة لسباقات الخيل، ففرحتُ بالإنجاز، وعندما شاهدني والدي الشيخ زايد قال لي أعرف أنك الفائز من خلال ابتسامتك وملامحك السعيدة، لكنني أريدُ أن أعرف عن صحة الخيل وسلامتها". هذا الموقف دليل على إنسانية الشيخ زايد رحمه الله واهتمامه الكبير بالكائنات التي لا تستطيع حماية نفسها، مثل الخيل والإبل، فقد وفرّ لها واحة آمنة، وخدمات صحية وقوانين تحميها من الاستغلال. رحم الله الشيخ زايد، منارة الإنسانية وعنوانها.

تعد حوارات المجالس الرمضانية التي تخصّ الرياضة أكثر عقلانية وموضوعية من غيرها، لأنها تركز على القضايا وتناقشها بالتفصيل، ولا تركز على إزاحة الأشخاص من مواقعهم في الأندية والاتحادات، فالنقاش الرمضاني أكثر فائدة من غيره، لأنه خالٍ من الصراعات الشخصية، ويأتي عادة بدافع الحرص على المصلحة الرياضية العامة. القطاع الرياضي في حاجة ماسة إلى الاستفادة من المجالس الرمضانية لأن إثارتها نظيفة وليست غوغائية، أي علينا جميعاً الاستفادة من دروس هذه المجالس في حواراتنا ونقاشنا ونقدنا، لأن مجالس رمضان هدفها التطوير وليس التدمير.

في كثير من الأوقات، تقام مباريات كرة قدم رسمية في شهر رمضان المبارك، منها المحلي والقاري، وفي هذا الشهر يصوم اللاعبون المسلمون، وكما معروف، فإن تغييرات تحدث في جسم الصائم خلال فترة الصيام، لذلك نسمع العديد من النصائح في البرامج الصحية تقدم للصائم بشكل عام من أجل الحفاظ على صحته، لكن النصائح العلمية المدروسة للاعبين الصائمين ما زالت شحيحة، ولا تعدو أكثر من اجتهادات شخصية. نأمل أن يقوم الأطباء المختصون بدراسة هذا الموضوع بشكل علمي دقيق وعرضه على الأندية واتحاد كرة القدم، وكذلك على الاتحادين الدولي والقاري من أجل اتخاذ قرارات مناسبة.