الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سبحان الله بكرة وأصيلاً

الأربعاء المقبل بحول الله، نختتم رمضاننا المبارك لعامنا هذا، نسأله تعالى أن يتممه علينا بالخير والبركة، ويجعله شاهداً لنا بالإحسان فيه، لا شاهداً علينا بالتقصير فيه، ويرحم من لم يعد عليه هذا الشهر الكريم، وأخص بالذكر الوالد سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رحل عن دنيانا الفانية، في مثل هذه الأيام، قبل 17 سنة، جزاه الله عن الناس خير الجزاء..

اقتضت حكمة ربي أن تكون هناك مكافأة منه سبحانه على أداء العبادات والشعائر، ومن ذلك ما أعده للصائمين لقاء اقتناعهم بوجوب الصيام، وسنية القيام، وفرض زكاة الفطر؛ من غفران الذنوب التي بينهم وبينه، سبحانه، والفوز برضوانه، جلَّ في علاه..

عن سيدنا سعد بن أوس الأنصاري عن أبيه، رضي الله عنهما، قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق، فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم، يمنّ بالخير، ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى منادٍ: ألا إن ربكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة»، رواه الإمام الطبراني في كتابه (المعجم الكبير ج 1 /رقم 617). واختلف معه فيه غيره، وله شواهد تسنده، ومنها حديث سيدنا ابن عباس، رضي الله عنهما: «إذا كان يوم عيد الفطر هبطت الملائكة إلى الأرض في كل بلد، فيقفون على أفواه السكك ينادون بصوت يسمعه جميع خلق الله، إلا الجن والإنس: يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم قال تعالى: (يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟)، فيقولون: إلهنا وسيدنا أن توفيه أجره، فيقول عز وجل: (أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضاي ومغفرتي)، ويقول: (سلوني فوعزَّتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئاً في جمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكموه، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، انصرفوا مغفوراً لكم، قد أرضيتموني ورضيت عنكم)»، أخرجه الإمام الأصبهاني، في كتابه (الترغيب والترهيب 11741).

العيد، فرح بنعمة القدرة على الصيام والقيام، ومحطة للاستمتاع بما أحله الله من المطاعم والمشارب، والفرح المباح، والانتقال لمواصلة مسيرة البناء، والتوفيق بين الدين والدنيا؛ وعيدكم مبارك مقدماً.