2021-05-12
يرتبط مفهوم «الزمن الجميل» لدى كثير من الناس بالحنين للماضي وأيام الصبا، كما يرتبط كذلك بالخوف من المستقبل المجهول، وهي بعض من خصائص البشر النفسية الطبيعية، والتي تنطلق عادة من مبدأ أن القادم لا يأتي بالأفضل، وأن كل جيل يرى الجيل الذي يليه أقل كفاءة وخبرة وحنكة.
ولكن هناك عوامل جديدة قد تجعل حديثنا اليوم عن «الزمن الجميل» مبرراً أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحولات المتسارعة والعميقة التي طرأت على أساليب الحياة الحديثة، المتأثرة بالتكنولوجيا والتطور في نمط المعيشة، وانعكاسات ذلك على منظومة حياتنا الاجتماعية والقيمية.
فعلى سبيل المثال كانت توترات الحياة ومنغصاتها قبل ثلاثة عقود أقل حدة والتصاقاً بدورة حياة الإنسان العادي النفسية، فمن يبحث عن القصص الحزينة وأخبار الحروب والصراعات والنبوءات المتعلقة بتدهور البيئة وسلامة الكوكب فسيجدها فقط إذا بحث عنها بمشقة في المكتبات، وتابع بعناية البرامج التلفزيونية المتخصصة أو تتبع بشغف الصحف والمجلات، في حين كان الإنسان غير المهتم بهذه الأمور ربما لا يعلم بجريمة قتل حدثت في مدينته أو حتى في الحي المجاور، وقد لا يدري عن حرب تجري في الدولة المجاورة.
أما اليوم فقد تغيرت طبيعة العلاقة بين الانسان وما يحدث من تفاعلات في محيطة وفي العالم أجمع، وبات كل إنسان تقريباً مجبراً على تجرع الأخبار السيئة التي تنقلها شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، ويصطدم بها المهتم وغير المهتم بشكل قسري عبر التلفزيون في منزله والإذاعة في السيارة وهاتفه الجوال عندما يتصفحه.
وقد أسهمت هذه الوسائل الإعلامية التي طغت على حياتنا، في رفع نسبة القلق والاكتئاب في العالم، عبر تكثيف صورة الحروب والصراعات ونقل كل الجرائم التي تحدث في الكرة الأرضية وتصوير بشاعاتها بدقة متناهية، فأصبح المزارع البسيط في ماليزيا على دراية بتفاصيل جريمة قتل حدثت في أحد أحياء لوس أنجلوس، بينما حدثت العشرات منها في السابق من دون أن يعلم بها.
وخلاصة الأمر، أن التكنولوجيا بقدر ما جعلت حياتنا أكثر سهولة، بقدر ما عقدت حياتنا النفسية وجعلتها أكثر تعرضاً لآثار دورات العنف والحروب التي تجتاح العالم، وهو الأمر الذي قد يكون فاقم من حالة الحنين للماضي الجميل وطبيعة الحياة البسيطة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا وعشنا نحن بعض تفاصيلها قبل أن تصبح حياتنا أكثر سهولة وأشد تعقيداً في ذات الوقت.
ولكن هناك عوامل جديدة قد تجعل حديثنا اليوم عن «الزمن الجميل» مبرراً أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحولات المتسارعة والعميقة التي طرأت على أساليب الحياة الحديثة، المتأثرة بالتكنولوجيا والتطور في نمط المعيشة، وانعكاسات ذلك على منظومة حياتنا الاجتماعية والقيمية.
فعلى سبيل المثال كانت توترات الحياة ومنغصاتها قبل ثلاثة عقود أقل حدة والتصاقاً بدورة حياة الإنسان العادي النفسية، فمن يبحث عن القصص الحزينة وأخبار الحروب والصراعات والنبوءات المتعلقة بتدهور البيئة وسلامة الكوكب فسيجدها فقط إذا بحث عنها بمشقة في المكتبات، وتابع بعناية البرامج التلفزيونية المتخصصة أو تتبع بشغف الصحف والمجلات، في حين كان الإنسان غير المهتم بهذه الأمور ربما لا يعلم بجريمة قتل حدثت في مدينته أو حتى في الحي المجاور، وقد لا يدري عن حرب تجري في الدولة المجاورة.
أما اليوم فقد تغيرت طبيعة العلاقة بين الانسان وما يحدث من تفاعلات في محيطة وفي العالم أجمع، وبات كل إنسان تقريباً مجبراً على تجرع الأخبار السيئة التي تنقلها شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، ويصطدم بها المهتم وغير المهتم بشكل قسري عبر التلفزيون في منزله والإذاعة في السيارة وهاتفه الجوال عندما يتصفحه.
وقد أسهمت هذه الوسائل الإعلامية التي طغت على حياتنا، في رفع نسبة القلق والاكتئاب في العالم، عبر تكثيف صورة الحروب والصراعات ونقل كل الجرائم التي تحدث في الكرة الأرضية وتصوير بشاعاتها بدقة متناهية، فأصبح المزارع البسيط في ماليزيا على دراية بتفاصيل جريمة قتل حدثت في أحد أحياء لوس أنجلوس، بينما حدثت العشرات منها في السابق من دون أن يعلم بها.
وخلاصة الأمر، أن التكنولوجيا بقدر ما جعلت حياتنا أكثر سهولة، بقدر ما عقدت حياتنا النفسية وجعلتها أكثر تعرضاً لآثار دورات العنف والحروب التي تجتاح العالم، وهو الأمر الذي قد يكون فاقم من حالة الحنين للماضي الجميل وطبيعة الحياة البسيطة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا وعشنا نحن بعض تفاصيلها قبل أن تصبح حياتنا أكثر سهولة وأشد تعقيداً في ذات الوقت.