السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

معاني العيد

للعيد معان كثيرة، تختلف من شخص لغيره ومن شعب لآخر ومن جنس لجنس، لكن المعنى المشترك للجميع أن العيد هو الفرح، ودون الفرح لا يستقيم العيد، بل يفقد معناه إذا انعدم الفرح وغابت الابتسامة.

كثرت دعوات إغفال الفرح والصدّ عنه لأسباب عديدة، وهي دعوات تتكرر من حين لحين، لكن الباعث لعدم الفرح ما هو إلا مرض ووهم يستولي على بعض النفوس.

البعض يحثُّ على زيارة المقابر في أول العيد، والبعض الآخر يجاهر بأنه لا سبب يدعو إلى الفرح والعالم يمر بأزمات وأمور عصيبة، والبعض يزعم أن الحاضر ليس فيه ما يدعو للفرح، وأنه يتوجب علينا العودة للماضي، أو بمعنى آخر استدعاء الماضي في حياتنا المعاصرة.


أجيال تعقبها أجيال والذاكرة الجميلة تُمسخ من أذهانهم، تلك الأجيال التي يعوَّل عليها بناء المستقبل وحمل الراية ممن سبقهم، وكأنه مشروع منظم لجعل الكآبة عنوان الحياة الجديدة، وكأنه أصل لا بديل له.


للفرح وصفة واحدة، هي (الفرح)، فللفرح معنى وحيد هو الطريق إلى السعادة التي تحن لها القلوب وتتوق لها النفوس، ولا يمكن استبدال معاني الفرح إلا به، ومن أبرز معانيه فرحة العيد.

بعد شهر رمضان المبارك، الشهر الذي كثرت فيه الطاعات، من صيام وصلاة وقيام وزكاة وقراءة للقرآن، شهر سَمَتْ فيه القلوب وتَبتَّلَت فيه النفوس، ليس إلا امتثالاً للأوامر الإلهية وتوجيهات (محمد) الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم)، ألا يحق لمن اجتهد في شهر رمضان أن يفرح بِعِيد رمضان؟

لمن يريدون نسيان معاني العيد، ويسعدون بحزن الناس، لمن يسهبون في معاني الحزن ويروون أزهار الربيع بمياه النار ويزرعون الحقول باليأس! عليكم بجرعات مكثفة من معاني الفرح لتعرفوا معاني العيد.

فللعيد معان جميلة لا يحق لنا إغفالها بذكر بيت شعر أو برواية أو وشاية، فليس له معنى غير الفرح، فقوافل الأفراح تمر والبعض لا يزال يتشبث بخيوط الأحزان، فمن للفرح؟