السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تحديات أمام التعافي الكامل

إن الجائحة أظهرت خلخلة في نماذج الحَوْكمة العالمية، وتأخُّر المجتمع الدولي في إعلان حالة الطوارئ، كما أن الخدمات الصحية الأولية في الدول الكبرى لم تكن بجاهزية كافية، وكذلك عدم الإسراع لوقف وتيرة الأزمات المتتالية، والحاجة إلى عملية تقويم نزيهة ومستقلّة وعادلة للتعافي من سلبيات الجائحة، وللاستجابة السريعة لمواجهة الأزمات والكوارث.

وهناك حاجة إلى كيفية إدارة للوباء بنزاهة وشفافية عالية، لتقييم الحماية ضد مزيد من الطفرات المعدية، ونتائج ربط فاعلية التدابير الوقائية باحتمال الإصابة، وبلورة حلول فعالة لمجابهة التحديات المتشعبة التي قد نواجهها في المستقبل المنظور.

ويبقى التحدي الأكبر محاولة توزيع اللقاحات بطريقة عادلة، وإتاحتها لجميع الدول بشكل فعال، فمثلاً تشهد دول فقيرة تأخراً في حملة التطعيم ضد فيروس (كورونا)، ما يعرقل الجهود الرامية للتعافي من آثار الجائحة، ويزيد من تداعياتها السلبية المهددة للأمن والاستقرار.

ما يستدعي التخلي عن براءات اختراع اللقاحات والأدوية والعلاجات الخاصة، ونقل التكنولوجيا اللازمة لتصنيعها، لتسهم في تسريع الاستجابة وتدابير الوقاية والمكافحة، لتلافي تداعياتها الوخيمة.

لقد كشفت الجائحة عن وجود عقبات ومعضلات مشتركة، يتوجب على المجتمع الدولي مواجهتها واتخاذ تدابير عالمية من أجل الإيفاء بمتطلبات المرحلة الانتقالية المقبلة، وهي ما بعد التعافي من الأزمة العالمية للجائحة.

والاعتراف بأن الإسراع لتغيير اللوائح والقوانين والأنظمة الصحية المعمول بها عالمياً هو الحل؛ لأن استجابة العالم بالطريقة غير الصحيحة لوباء (كوفيد-19) تسببت بكارثة صحية، ولا بد من وضع خطة مستفادة من الدروس الحالية لمواجهة أوبئة أخرى في المستقبل.

وأيضاً إعادة بناء علاقات دبلوماسية وتعاون مشترك للمجتمع الإنساني أكثر عدالة وإنصافاً، وتنمية مفهوم التضامن والتكاتف والشفافية من خلال تعزيز الإجراءات الشراكة والتعاون، ضمن عالم يتَّجه إلى العولمة بكل معاييرها الأخلاقية والحضارية.