2021-06-01
الذّاكرة تفيض بذكريات أعزَّاء فقدناهم وبقي وجع هذا الفقد، والكتابة هي نوع من إخراج هذا الألم من داخلنا، ويكاد الكتاب الذي ألفته «سوزان طه حسين» يكون من أشد الكتب التي قرأتها مؤخراً وجعاً، وقد كتبته في عامين بعد وفاة عميد الأدب العربي طه حسين، إذْ تحدت ضعف نظرها، وأصرت أن يترجم للعربية، حيث اعتبرت أن القارئ العربي هو المعني الأول بسيرة طه حسين.
نحن شعوب عاطفية تأسرنا حكايا الحب والغرام، وقد علقت أجملها على ستار الكعبة في المعلقات التي ناجت أطلال الأحبة وناجى شعراؤها محبوباتهم، لكن المستغرب أن يحمل كتاب « أيّام معه» لسوزان بيسو الذي صدر عام 2009 عن المركز القومي للترجمة لامرأة فرنسية كانت متزوجة برمز من رموز الثقافة العربية، وهو رجل كفيف كانت هي عكازه الذي يتكئ عليه، وعيناه اللتان يرى من خلالهما، الكتاب حملني شحنات من الشجن وعواصف ذاكرة امرأة مفجوعة لغياب شريك 50 عاماً أو يزيد، بدأت معها بمرفأ لقياهما في فرنسا، حيث كان طالباً للدكتوراه وانتهت بمرفأ بيتهما الذي سمحت سوزان بأن يتحول إلى متحف يزوره محبو طه حسين فتعيش ذكراه ولا تغيب.
لطه حسين أسلوبه الذي ميزه عن غيره من الكتاب، فالنسق الموسيقي وأسلوبه الذي يمنح القارئ شعوراً بقوة شخصية الكاتب وسطوته على أفكاره وقدرته على إقناعه، كما اتكأ على النص القرآني وعمد إلى توجيه كتاباته لضمير المجهول ضمن أسلوب دقيق، وأدخل بعض الألفاظ الدخيلة والعامية بأسلوبه البسيط الذي يصل إلى القراء بسهولة.
سوزان، التي أشار عليها جاك بيرك بتأليف الكتاب، الذي أشرف عليه جابر عصفور وترجمه بدرالدين عرودكي وراجعه محمود أمين العالم، كشفت فيما كتبته لعشاق طه حسين تفاصيل إنسانية واجتماعية وأسرية دقيقة عنه.
وربما دار في خلد كثيرين كيف كان يقرأ ويكتب ويعيش بلا بصر، وكيف أتيح له أن يبدع في أعماله وكل المناصب الوظيفية التي شغلها، ولن أغفل أن أذكر هنا عن فترة توليه منصب وزير التعليم كم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وقد كتب عنه أحدهم حين كان وزيراً للتعليم «إن رؤية طه حسين في وزارته هي رؤية قائد على رأس جيوشه».
«أيّام معه».. كتبته سوزان بحبْر مشاعرها ونزيف قلبها الموجوع لفراق طه حسين، وسكبته في آنية هذا الكتاب ليكون مرجعاً للقراء، وقد جمع بين السيرة الذاتية وتاريخ الكاتب والرواية والقصة ليكون مرآة صادقة عن حياة مضيئة لمبدع كفيف.
نحن شعوب عاطفية تأسرنا حكايا الحب والغرام، وقد علقت أجملها على ستار الكعبة في المعلقات التي ناجت أطلال الأحبة وناجى شعراؤها محبوباتهم، لكن المستغرب أن يحمل كتاب « أيّام معه» لسوزان بيسو الذي صدر عام 2009 عن المركز القومي للترجمة لامرأة فرنسية كانت متزوجة برمز من رموز الثقافة العربية، وهو رجل كفيف كانت هي عكازه الذي يتكئ عليه، وعيناه اللتان يرى من خلالهما، الكتاب حملني شحنات من الشجن وعواصف ذاكرة امرأة مفجوعة لغياب شريك 50 عاماً أو يزيد، بدأت معها بمرفأ لقياهما في فرنسا، حيث كان طالباً للدكتوراه وانتهت بمرفأ بيتهما الذي سمحت سوزان بأن يتحول إلى متحف يزوره محبو طه حسين فتعيش ذكراه ولا تغيب.
لطه حسين أسلوبه الذي ميزه عن غيره من الكتاب، فالنسق الموسيقي وأسلوبه الذي يمنح القارئ شعوراً بقوة شخصية الكاتب وسطوته على أفكاره وقدرته على إقناعه، كما اتكأ على النص القرآني وعمد إلى توجيه كتاباته لضمير المجهول ضمن أسلوب دقيق، وأدخل بعض الألفاظ الدخيلة والعامية بأسلوبه البسيط الذي يصل إلى القراء بسهولة.
سوزان، التي أشار عليها جاك بيرك بتأليف الكتاب، الذي أشرف عليه جابر عصفور وترجمه بدرالدين عرودكي وراجعه محمود أمين العالم، كشفت فيما كتبته لعشاق طه حسين تفاصيل إنسانية واجتماعية وأسرية دقيقة عنه.
وربما دار في خلد كثيرين كيف كان يقرأ ويكتب ويعيش بلا بصر، وكيف أتيح له أن يبدع في أعماله وكل المناصب الوظيفية التي شغلها، ولن أغفل أن أذكر هنا عن فترة توليه منصب وزير التعليم كم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وقد كتب عنه أحدهم حين كان وزيراً للتعليم «إن رؤية طه حسين في وزارته هي رؤية قائد على رأس جيوشه».
«أيّام معه».. كتبته سوزان بحبْر مشاعرها ونزيف قلبها الموجوع لفراق طه حسين، وسكبته في آنية هذا الكتاب ليكون مرجعاً للقراء، وقد جمع بين السيرة الذاتية وتاريخ الكاتب والرواية والقصة ليكون مرآة صادقة عن حياة مضيئة لمبدع كفيف.