الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حانت لحظة الحقيقة

ثلاث محطات صعبة تجاوزها المنتخب باقتدار في الطريق نحو تصحيح المسار في التصفيات المزدوجة، وتبقت مرحلة أخيرة هي الأخطر والأصعب، بل هي الاختبار الحقيقي لقدرات الأبيض، الذي تجاوز ماليزيا ثم تايلند وأخيراً إندونيسيا، وجاء الدور على فيتنام صاحبة الصدارة والتي سبق أن تفوقت علينا في الذهاب، لذا فإن أهمية موقعة الغد ليست متمثلة في رد الاعتبار أو انتزاع الصدارة أو العبور للدور الثاني، بل هي كل ذلك إلى جانب التأكيد على حقيقة واحدة وهي أن منتخبنا يقارن بكبار القارة لا بمن يحاول التشبه بهم.

الفوز في الافتتاح على ماليزيا بالأربعة ثم على تايلند بثلاثية وخماسية في مرمى إندونيسيا، كشفت القوة الهجومية المرعبة للأبيض الذي سجل 12 هدفاً في 3 مباريات، ما يؤكد النجاعة الهجومية والدفاعية كذلك على اعتبار أن مرمانا لم يهتز سوى مرة واحدة فقط.. ولأن بعض الأرقام تكون غير واضحة في بعض الأحيان، فلا يجب الارتكاز عليها بشكل كامل ونحن نستعد للموقعة الأخيرة، لأن حساباتها تختلف تماماً خاصة، أن مباراة فيتنام تعتبر بمثابة الاختبار الحقيقي لقدرات الأبيض.

كل المؤشرات الإيجابية كانت حاضرة في المحطات الثلاثة المنقضية، الأداء المتميز للمنتخب الحضور الذهني العالي للاعبين، الدعم الجماهيري المتزايد والمتصاعد من مباراة لأخرى، الاهتمام الإعلامي والحرص الكبير من مسؤولي اتحاد الكرة، كل تلك المقومات ساهمت في عودة الأبيض بصورة لافتة بعد غياب طويل، وحتى تكتمل الصورة لا بد من إنجاز ما تبقى من المهمة، فمباراة فيتنام تمثل في قيمتها المادية والمعنوية، ما يوازي مستقبل المنتخب في العقد القادم، ولا يوجد أمامنا سوى خيار وحيد وهو الفوز والعبور للدور الثاني إلى جانب كبار آسيا، لأن أي نتيجة غير الفوز تعني بداية النهاية وهذا الذي لا نتمناه ولا يتمناه أحد.

كلمة أخيرة

في الماضي عندما كنا نتحدث بهذه الأهمية عن منتخبات مثل كوريا واليابان، واليوم حديثنا عن منتخب فيتنام الذي لم يكن له حضور حتى الأمس القريب، ليس ذلك بغريب في ظل التحولات وتغير موازين القوى، والغريب أن نكون خارج موازين القوى الكبرى في آسيا بعد أن كنا أحد أكبر فرسانها.. إنها لحظة الحقيقة.