الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاختبار الأصعب

ليس وقت رفع الشعارات الرنانة ولا استعراض العبارات العاطفية ولن نقول نعم نستطيع، وفي المقابل لن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء ولن نقول الآخرون أفضل أو أقوى، لنترك كل تلك المهاترات جانباً ونضع استراتيجية محكمة تقودنا لتكرار إنجاز 90 ببلوغ مونديال 22، قرعة تصفيات الدور الحاسم وضعت النقاط على الحروف وأصبح كل شيء واضحاً أمامنا، المنتخبات التي سنواجهها المواعيد الملاعب وحتى الظروف والأجواء أصبحت معروفة وواضحة، وبات علينا التحضير لكل مباراة من المباريات الـ10 بالطريقة والأسلوب الذي يضمن لنا تحقيق أهدافنا، بكثير من الواقعية والحكمة وبعيداً عن العواطف التي لن تخدم توجهاتنا ولن تقودنا لتحقيق أهدافنا.

لم نتفاجأ عندما أوقعتنا القرعة في المجموعة الأولى مع إيران وكوريا الجنوبية والعراق وسوريا ولبنان لأن الخيارات كانت محددة وواضحة، وعلى الرغم من تباين الآراء حول قوة منتخبات المجموعتين وتفاوتها، إلا أن الجميع متفق على أن المهمة في غاية الصعوبة كما أنها ليست بالمستحيلة وهذا هو الأهم، ووضع سيناريو دقيق ومحكم للمحطات التي سيتوقف فيها المنتخب من الآن، من شأنه أن يسهل من المهمة كثيراً لأن البدائل ستكون حاضرة، كما أن توزيع الأولويات بالنسبة لمشاركات المنتخب الخارجية (كأس العرب وكأس الخليج) إلى جانب ارتباطات الأندية الآسيوية، يجب أن تحدد من الآن حتى تكون الأمور واضحة وحتى يعرف الجميع ما هي الأولويات، مع التأكيد على أن حلم تكرار إنجاز الصعود للمونديال أولوية غير قابلة للنقاش.

القرعة قد تكون خدمتنا من الناحية الجغرافية عندما وضعتنا في مجموعة أغلب منتخباتها في ذات المنطقة، وباستثناء كوريا الجنوبية فإن المنتخبات الأربعة الأخرى في نطاق حدودنا الجغرافية، الأمر الذي سيسهل كثيراً من تبعات إرهاق الانتقال والسفر وهذا في حد ذاته عامل إيجابي، ومع ذلك فإن مسألة التحضير لكل مواجهة على أنها نهائي، مع التأكيد على عدم التفريط في أي نقطة في المباريات التي تقام على أرضنا، من الخطوات الرئيسية التي يجب أن تبنى عليها استراتيجية تحقيق الحلم المؤجل منذ 31 عاماً.

كلمة أخيرة

قرعة الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2022 كشفت هوية وملامح منتخبات مجموعتنا، وألقت بالكرة في ملعبنا ووضعت اتحاد الكرة أمام اختبار هو الأصعب.