الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الفاضح.. والمفضوح

يقول المثل: «يموت الفاضح والمفضوح وتبقى الفضائح حيَّة لا تموت».

هكذا هو التاريخ البشري مليء بالقصص الحقيقية والمزيفة حول شخصياتٍ عامة، ما إن يرد ذكرها إلا وارتبط بسمعتها، ولا يهم إن كانت هذه الشخصية تحظى بغطاء حماية سياسي أو حكومي أو من المؤثرين في مجالات الحياة المختلفة.

ونرى ذلك أكثر في المجتمعات الغربية، التي يكثر فيها المتربصون والجرائد الصفراء، وفيها نشاط إعلامي كبير قائم على الفضائح.


الحال عربياً ليست بعيدة عن المشهد الغربي، حيث تجد قصص الفساد متداولة والقضايا الأخلاقية يتسابق لمعرفتها الناس، خاصة إن كانت تعني مشاهير الفن والرياضة والفاشنيستات والمؤثرين في أي مجال كان.


هذا يستدعي طرح تساؤلات عدة حول حدود الخصوصية ومدى إتاحة التفاصيل الخاصة للجمهور، وبالمقابل وسائل حماية الخصوصية من الهاكرز والمتطفلين في الأماكن العامة بتوفير الغطاء القانوني والتشريعي الذي يحمي من هذه الاختراقات مثل قانون الجرائم الإلكترونية.

الأمر أصبح أخطر بكثير اليوم فحتى عبر استخدام «فلاتر» السناب شات مثلاً تكون خصوصيتك معرضة للخطر مع إمكانية تخزين صاحب الفلتر صورة ومقاطع الفيديو والوصول إلى كاميرا هاتفك، ليكون من الأجدى عمل حملات توعية رقمية مستمرة تحمي الشباب والفتيات الذين يعانون كثيراً من التبعات النفسية والاجتماعية نتيجة انتهاك خصوصياتهم والتعرض للاحتيال والنصب من قبل المتسللين والتهديد الذي يتبع ذلك التسلل ونشر صورهم.

ظهور حالات عديدة من الفتيات المغرر بهن يؤكد أهمية تكرار الرسالة التوعوية الإعلامية والرقمية بأمان وسرية الجهات الأمنية، التي توفر خط نجدة لمثل هذه المعضلات، ومن المهم أيضاً أن يتلقّى المغرر به دعماً نفسيّاً خاصاً ليتخطى صدمته وآثار تشويه السمعة، فهي مشروع عُمر.