الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فن التفاوض

لست ضد دفع مبالغ عالية في مسألة التعاقد مع لاعبين محترفين، لكنني لست مع دفع هذه المبالغ في أجانب لا يستحقون هذا المبلغ وغير معروفين إطلاقاً، لأننا منذ عهد الهواة ووصولاً إلى قبل 5 سنوات، كانت أنديتنا تضم في صفوفها لاعبين محترفين من العيار الثقيل، وأسماء مميزة للغاية، تخطف الأضواء وتشكل الإثارة، واستفادت منها مسابقاتنا المحلية كثيراً.

لكن للأسف، شهدت الفترات الماضية تعاقدت ضعيفة للغاية في ملف الأجانب، إذ تواجدت أسماء غير معروفة إطلاقاً وأقل من عادية بأسعار أكبر من الإمكانات التي يتمتعون بها إن وجدت، وللأسف كان يتم تغيير الأجانب في فترات الصيف والشتاء، ومعظم الصفقات «مضروبة».

بلا شك لا يمكن السيطرة على ما تدفعه الأندية، لكن يجب أن تكون لدينا نظرة في هذا الجانب، بجلب الصفقات التي يمكن أن تستفيد منها، أولاً من الناحية الفنية داخل الملعب، وصولاً إلى الجوانب التسويقية والأمور الأخرى، وإذ ما كنت ستدفع هذه المبالغ فالأفضل أن تضعها لمن يستحق وليس للاعبين يتم الترويج لهم عبر وكلاء اللاعبين وما يطلق عليهم بـ«السماسرة».

أتمنى أن يعود البريق إلى مسابقاتنا المحلية، لأننا بالفعل بحاجة إلى إنعاشها عبر جلب صفقات على أعلى مستوى، خاصة أننا في فترة سابقة كان لدينا دوري مميز للغاية، به الكثير من الأسماء التي تجعل أي مشاهد في المنطقة يحرص على متابعة المباريات، بداية من جورج ويا مروراً بعلي كريمي وصولاً إلى أسمواه جيان، ناهيك عن اللاعبين المحليين.

كما أن الإدارات السابقة وإن كانت غير محترفة، إلا أنها كانت تمتلك رؤية ودراية في عملية التفاوض، بعكس ما نمر به في الوقت الحالي، إذ تجد لاعباً لا تصل قيمته إلى نصف مليون يورو، يرتدي قميص أحد أنديتنا بأضعاف قيمته الفنية، والمؤسف أن إمكاناته لا تؤهله للتواجد معنا كلاعب محترف إطلاقاً والنماذج عديدة جداً، ولا تجدهم يشكلون أي إضافة ولا تستطيع حفظ اسمه لأنك تعلم أنه سيغادر في أقرب فترة انتقالات، وبالتالي لم يستفد النادي منه ولا المسابقة ولا حتى المشاهد للمباريات.