الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قبل انتقادهم

اعتدنا في كل موسم أن يكون قضاة الملاعب هم الحلقة الأضعف في مسابقاتنا، حتى وإن كانوا الأفضل من ناحية المستوى، لأنهم بكل بساطة «شماعة الأخطاء» بالنسبة للأندية، باعتبار أن انتقادهم هو الحل الوحيد المتوفر لتغطية الفشل وسوء النتائج، لذلك تجد الفرق تتعامل بشراسة شديدة مع أقل خطأ لحكم في أي مباراة، والعكس تماماً بالنسبة للاعبيهم والمدربين، حتى وإن وصلت أخطاؤهم إلى درجة مضحكة، إلا أنه يتم التغاضي عنها تحت خط حمايتهم أو أي شيء آخر، لكن فقط يجب ألا يخطئ الحكم مهما حدث، ضاربين بمسألة البشرية عرض الحائط.

لكن قبل ذلك كله، يجب علينا أن ندعم حكامنا على الرغم من أن الواقع يؤكد أن الإنجازات التي نحققها في كرة القدم، يأتي في مقدمتها السلك التحكيمي، الذي دائماً ما يشرفنا بالتواجد في كبرى المحافل الدولية ووصولاً إلى البطولات القارية، وآخر مثال نهائيات كأس العالم في روسيا 2018.

وقبل أن نوجه سهام النقد إلى الحكام، علينا العمل على توفير البيئة التي تمكنهم من الوصول إلى المباراة وهم في حالة ذهنية صافية جداً، لأن معظمهم يذهب إلى اللقاء بعد انتهاء دوامهم الرسمي، ويقضي أحياناً ساعات طويلة من أجل الوصول إلى أرض الملعب، على عكس اللاعب الذي يقضي ليلة المباراة في أحد الفنادق الفخمة بمعسكر النادي، ويكون جاهزاً ذهنياً قبل كل شيء للمباراة.

أيضاً قضاة الملاعب بحاجة إلى لجنة حكام قوية جداً، تكون خط الدفاع الأول لهم عند انتقادهم، لأنه وفي أحيان كثيرة تكون الانتقادات غير صحيحة، والتعليق على خطأ في البرامج التلفزيونية يكون غير صائب، وتجد الشارع الرياضي يلوم الحكم الفلاني، رغم أن قراراه كان صحيحاً بحكم التعديلات التي يشهدها قانون اللعبة.

وهذا لا يعني أن معظم الكوادر التحكيمية لدينا مؤهلة تماماً، لأنه وللأسف شاهدنا أخطاء لا يجب أن تظهر في مسابقة هواة ناهيك عن المحترفين، كما أن الحكم في أحيان كثيرة تجده مضغوطاً قبل دخوله إلى المباراة لأسباب لا نعرفها، لذلك يجب أن يتم توفير البيئة المناسبة لهم حتى نتمكن من رؤية أفضل ما لديهم.