السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

أمنا غاضبة.. لا تنتظر

العَقد الذي قرره العلماء باعتباره الفرصة الأخيرة لاتقاء التغير الكارثي في المناخ، أطلقته الأمم المتحدة هذا العام ليمتد من 2021 إلى 2030، وهو عقد لإصلاح النظام البيئي، وهو عبارة عن دعوة حاشدة لحماية النظم الإيكولوجية وإحيائها في جميع أنحاء العالم لفائدة الإنسان والطبيعة، وتستهدف هذه الدعوة وقفَ تدهور تلك النظم وإصلاح حالها، ودون نظم إيكولوجية صحية لن نتمكن من تحسين سبل عيش الناس، ولا مكافحة تغير المناخ، ولا وقف انهيار التنوع البيولوجي، واعتبر المختصون هذا العقد؛ الفرصة الأخيرة لوضع الأمور في نصابها، لمنع كوارث بيئية عديدة أولها كارثة المناخ، إضافة للتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.

لكن أمنا الأرض لا تثق بأبنائها، ولا بالتزامهم، وهي التي أرسلت لهم الإنذار تلو الإنذار ولكنهم لا يعيرون الأمر اهتماماً، وهي في هذه الأيام تعلن غضبها لتذكيرهم بالنتائج المتوقعة لامتداد الإهمال وعدم الاكتراث.

تابع العالم بهلع الفيضانات المدمرة في ألمانيا وما نتج عنها «180» من ضحايا عدا الأضرار والدمار، والخوف من تداعيات عميقة في المستقبل، و37 قتيلاً هم عدد ضحايا فيضانات الأنهار والسيول في بلجيكا عدا المفقودين، وانهيار أرضي يبتلع السكان بسبب فيضانات الصين التي أودت بحياة 51 شخصاً على الأقل، وفي النمسا تغمر مياه الفيضانات المدن، والمقاطعات الشمالية الشرقية الواقعة على ساحل البحر الأسود في تركيا شهدت أعنف فيضانات أدت لخسائر لا تُحصى في المرافق والممتلكات.


لا بد من حراك عالمي قوي وجاد وموسع لبذل كل الجهود الممكنة وإطلاق المبادرات الحقيقية والفاعلة لإصلاح الوضع، فغضب أمنا الأرض إن زاد عن ذلك، قد يدمر حياة البشر وكل أسبابها.