الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

زمن الأنثى

من يقرأ الكتب التي تناولت تاريخ الحركات النسوية في دول غرب أوروبا تحديداً، سيجد أنها مرّت بمراحل صراع طويلة الأمد مع الرجل ومع القوى المحافظة في مجتمعاتها، حتى تمكنت في نهاية المطاف من الحصول على قدر وافر من حقوقها.

وما نراه اليوم في عالمنا العربي، من إصرار نسوي على التواجد في جميع المجالات، التي كانت حكراً لسنوات طويلة على الرجل، هو امتداد لذلك التاريخ بشكلٍ أو بآخر، وما حدث في غرب أوروبا قبل 80 عاماً، يتكرر اليوم بطرق شتى في أماكن كثيرة من العالم.. الأمر الذي يفضي في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة، وهي أن المرأة لم تعد تقتنع بالأدوار التي أسندها لها الرجل في العصور القديمة، وربما لا تعترف من الأساس بوجود أدوار مخصصة لكل جنس.. وعليه ليس من المستغرب أن تخرج هي للعمل، وتترك أعمال المنزل لزوجها، من طبخ وكنس وغسيل ملابس.

يبدو الأمر للوهلة الأولى مربكاً لأصحاب الفكر التقليدي من الرجال، لكن في المقابل هناك جيل جديد من الشباب لا يجد غضاضة في ذلك، ويؤمن في قرارة نفسه بحق المرأة في المنافسة على جميع الفرص المتاحة للرجل، بل ويصطف معها، ويدافع بشراسة عن حقها في ذلك.


لا أعلم بصراحة كيف ستكون صورة الأسرة العربية في السنوات العشر المقبلة، لكنّي على يقين تام بأنها ستكون مختلفة كثيراً عن الصورة التي نشأنا عليها، وألفناها.. ومن الضروري أن نستعد جيداً لهذا الوضع الجديد، لكي لا نصطدم بمتغيرات حتمية لا نستطيع التكيف معها.