الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الاستغلال التجاري.. وبيع الجراثيم

للاستغلال التجاري سوابق تاريخية فجرتها الأزمات الصحية المتعاقبة، فقد انتعشت ظاهرة «بيع الجراثيم» خلال مأساة الإنفلونزا الإسبانية عشرينيات القرن الماضي، التي أودت بحياة نحو 50 مليون شخص، حيث انتهزت الشركات الفرصة لإفراغ مخازنها المكدسة عبر الترويج لاقتناء الثلاجات، والمكانس الكهربائية، ومعجون الأسنان.

عندما تلاشت الذكريات الأليمة للإنفلونزا الإسبانية، التي تعد أسوأ هولوكوست طبي في التاريخ، استخدمت الشركات ذات الأساليب للترويج لمنتجاتها خلال وباء هونغ كونغ عام 1968، والذي أودى بحياة حوالي مليون نسمة، معتمدة على استراتيجية التخويف من الجراثيم، وترسيخ المعقمات ضمن بنود الإنفاق الاستهلاكي باعتبارها التعويذة المحصنة ضد الطاعون، والواقع أن هذه الأدوات تساعد الزبائن على الشعور بالسيطرة.

خلال ذروة كورونا، حققت تجارة المطهرات المنزلية طفرة كبيرة، فعندما حوصر نصف سكان العالم تقريباً في منازلهم، تجهز مليارات البشر بمخزون ضخم من المعقمات، ما أشعرهم بأن بيوتهم باتت ملاذات آمنة، والمحصلة أن مبيعات المنظفات قفزت 47%، أي بقيمة 4.1 مليار دولار في 2020، ومن المتوقع أن تنمو إلى 5.6 مليار دولار بحلول 2025، مدفوعة بزيادة الطلب على الصابون والجل، ومطهر الهواء، وأجهزة مراقبة التلوث، ومعقمات الأشعة فوق البنفسجية.


وبرغم الأزمة الصحية الراهنة، إلا أن للجائحة دوراً هائلاً في إعادة تنشيط الذاكرة الجمعية حيال النظافة، ومع ذلك فإن معظم المنظفات التي تم الترويج لها خلال ذروة تفشي الوباء لم تكن سوى مظاهر استعراضية وغير ضرورية في كثير من الأحيان، إذ تستغل بعض الشركات خلط الزبائن بين التعقيم والنظافة، حيث يعتقد البعض بشكل مغلوط أن الشيء إذا بدا نظيفاً، فهو بالتالي خالٍ من الجراثيم.