الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الجامعات» تحرم العالم من العباقرة

رغم تفوق العالم العربي في القرون الماضية بمختلف المجالات العلمية والثقافية والحضارية، نشاهد اليوم مؤشرنا العلمي والثقافي يهبط في سوق الأسهم العلمية دون المستوى المقبول.

كنّا أسياد العلم في فترة حكم المسلمين في إسبانيا والذي سمي بـ«العصر الذهبي» للعلم، إذ انتشرت المكتبات ودور المعاهد العلمية والثقافية والاقتصادية مع علوم الفلك، الطب، الرياضيات والعمارة وغيرها، حيث أسهم المسلمون وغيرهم في هذه النهضة الثقافية، ولا تزال تلك المعالم الحضارية شاهدة على العصر الذهبي إلى يومنا هذا.

هل عقمت الجامعات العربية ومراكز الأبحاث في إنتاج النجباء والعلماء والعباقرة أم لا تزال تلك الجامعات والمراكز العلمية تدور على نفسها، ولم تخط خطوة واحدة حول إنتاج عقار طبي واحد يسهم في علاج أو يقلل من حدة وباء كورونا دون مشاركة دول غربية في البحث والتصنيع؟ أين هذه الجامعات العربية المختلفة التي تتحدث عن حصولها على الاعترافات العلمية والجوائز ولكنها تصمت صمت القبور اليوم في ظل (الجائحة)، رغم ما تمتلكه من معدات طبية ومراكز علمية مرموقة بها أفضل الأجهزة الحديثة؟


هذا التأخر العلمي نتاج طبيعي سببه عدم الاعتراف بفشل المنظومة العربية في سياسات القبول الجامعية التي يشوبها بعض الملاحظات منها الأسلوب المتبع التقليدي، حيث لا يحق للطالب الدخول للمجال الطبي والهندسي وغيرهما من المجالات العلمية، إلا إذا حصل على 90% بالثانوية العامة مع اجتياز برامج مصاحبة أخرى، حُرم بسببها الآلاف من الطلبة الذين لديهم الرغبة الحقيقية في الإبداع العلمي والدراسي بالجامعات، فهناك علماء وعباقرة كثر كانوا فاشلين دراسياً، ولكنهم أضاؤوا العالم بعبقريتهم، مثل توماس أديسون الذي استهزأ به الجميع، وطرده معلّموه بسبب غبائه وأنه لا يفهم محاولين إطفاء نور علمه الذي أضاء مصباحه الكهربائي العالم وقدم 1000 اختراع، وأنشتاين «صاحب النظرية النسبية» كان فاشلاً دراسيّاً، أما لويس باستور الكيميائي الفرنسي وهو من أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في الطب، فوصف بأنه مختل عقلياً ولكن عقله الراجح جعل له اكتشافات طبية كبيرة ساهمت بتخفيض معدل الوفيات، ولكن يبقى السؤال الأهم: لِمَ لا يكتشف العالم نوابغ وعباقرة في عصرنا الحالي رغم وفرة الجامعات ويسر التحصيل العلمي؟


الجواب أكيد عند المتخلفين أو المتوسطين دراسيّاً، الذين حرموا من مواصلة مسيرتهم التعليمية.