الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العنبري.. وداع أفضل

إن ما قدمه الكابتن عبدالعزيز العنبري مع الشارقة منذ موافقته على تولي مهمة المدير الفني للفريق في 2017، يعكس حجم الولاء ومعنى الوفاء في زمن سيطرت عليه الماديات في كل شيء، وعندما قبل العنبري مهمة قيادة فريق مهدد بالهبوط لم يفكر سوى في الكيان وشعاره، ولأنه من الأشخاص الاستثنائيين الذين لم تتوقف عطاءاتهم لشعار النادي منذ أن كان لاعباً، قدم الكثير للملك الشرقاوي، واصل عطاءاته كمدرب ونجح في انتشال الفريق من محنته في الموسم الأول، وقاده إلى منصة التتويج في الموسم التالي محققاً بطولة الدوري بعد غياب ربع قرن، ليكون أول مدرب مواطن يحقق لقب دوري المحترفين في 2019.

بعد ذلك الإنجاز التاريخي بالفوز بلقب دوري المحترفين وكأس السوبر، أصبح عبدالعزيز العنبري ملهم الشرقاوية تماماً كما كان عندما كان لاعباً، كيف لا وهو من أعاد الابتسامة لجماهير الإمارة الباسمة، التي ذاقت الأمرين مع جميع المدربين الأجانب الذين توالوا على تدريب الفريق الشرقاوي لأكثر من عقدين من الزمن.

مثل هذه النوعية من المدربين يجب أن تأخذ حقها من التقدير لما تملكه من احترام وثقة بالنفس، والنقلة النوعية التي أحدثها العنبري لفريق الشارقة أعادت البريق المفقود للنادي، رغم أن أكثر المتفائلين لم يتوقع أن ينجح العنبري في إعادة زمن الملك، وبعد موسم قاسٍ قاد فيه العنبري الشارقة كمدرب (طوارئ) لبر الأمان في 2017. جاءت انطلاقة الشارقة في الموسم التالي استثنائية بتصدره المسابقة منذ الجولة الأولى حتى نهاية الموسم دون أن ينجح أحد في إزاحته من القمة، ليحقق لقب الدوري بعد ربع قرن من الغياب في إنجاز غير مسبوق، قبل أن تتبدل الأحوال في موسم 2020 الذي ألغي بسبب الجائحة، واستمر تراجع الفريق في الموسم الحالي رغم التعاقدات والانتدابات المدوية، لتتوقف معها رحلة العنبري مع الشارقة بكل ما تحمله من أفراح وأتراح ستبقى محفورة في سجلات التاريخ، وشاهدة على مسيرة مدرب استثنائي بمعنى الكلمة.

كلمة أخيرة

هكذا هي الحياة ولكل بداية نهاية ولكن قياساً على ما قدمه العنبري الذي أعاد أمجاد الشارقة، كان يستحق على الأقل وداعاً أفضل مهما كانت الأسباب والمسببات.