الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

كأس «الفيفا» للعرب

FIFA Arab Cup.. معذرة لكتابة الاسم باللغة الإنجليزية، ولكنه الاسم الرسمي للبطولة، وترجمته تعني كأس الفيفا للعرب، سبحان الله انطلقت كأس العرب منذ 58 عاماً، ولم يعترف بها «الفيفا» نهائياً، من قبل، ولم يمنحها أي اهتمام ولا تصريح، ولا كلمة مجاملة، عبر 9 نسخ أقيمت من هذه البطولة غير المنتظمة في الأساس، وبعد كل هذه السنوات، يأتي «الفيفا» ويتبنى البطولة بل ويمنحها اسمه وكأنها بطولة عالمية رسمية.

ولا أريد الغموض أو إطلاق تكهنات أو شائعات، فالبطولة الحالية التي ستبدأ في غضون ساعات، تم تبنيها من جياني إنفانتينو رئيس «الفيفا»، دعماً للدولة القطرية، لتوفير تجربة واقعية أو «بروفة» نهائية، لتنظيم قطر لمونديال 2022، لاختبار الملاعب القطرية واللجان المنظمة لمحاكاة ظروف وآليات التنظيم والنقل والإعاشة والبث التلفزيوني وغيرها من الأمور، وبرغم إقامة العديد من المباريات والبطولات في الدوحة من قبل، تحقيقاً لهذا الغرض ومنها دوري أبطال آسيا في الموسم قبل الماضي، ولكن جاء تدخل «الفيفا» ورئيسه، بإحياء كأس العرب، لتوفير بديل عوضاً عن عدم تنظيم قطر بطولة كأس العالم للقارات التي كانت تقام بانتظام طوال السنوات الماضية، وكانت تعتبر بمثابة بروفة نهائية للدولة المنظمة للمونديال، ولكن تم إلغاؤها من «الفيفا» تمهيداً لإطلاق كأس العالم الموسعة للأندية، ثم توسيع بطولة كأس العالم للمنتخبات وربما إقامتها في المستقبل كل سنتين، بدلاً من 4 سنوات.

وسبحان الله، فرغم التاريخ العريق لانطلاق كأس العرب منذ عام 1963، فإنها لم تحظ أبداً بمشاركة جميع الدول العربية، أمّا في هذه النسخة، فتشارك فيها الـ23 دولة عربية، بما فيها دولة جنوب السودان أحدث دولة على الخريطة العربية، ولأن العدد كبير، رأى «الفيفا» إقامة تصفيات مؤهّلة للدور النهائي، ودخلتها 14 دولة ولعبت مباريات فاصلة فيما بينها، لتأهيل 7 منتخبات، تنضم في الدور النهائي إلى 9 منتخبات أخرى تحتل أفضل مراكز في تصنيف «الفيفا».

والغريب أن التصفيات التي أقيمت بالدوحة في أبريل الماضي، أسفرت عن خروج أكثر من منتخب عربي مميز، وعلى رأسهم الكويت التي خسرت أمام البحرين، وليبيا التي خرجت أمام السودان، بينما فازت موريتانيا على اليمن، وعمان على الصومال، والأردن على جنوب السودان، ولبنان على جيبوتي، وفلسطين على جزر القمر.

لم يعتذر أي منتخب ولم يتخلف أي اتحاد كروي عن تلبية دعوة «الفيفا» للمشاركة، مهما كانت الظروف الواقعية أو اللوجستية، وربما كان لمكافآت المشاركة أو تحقيق المراكز المتقدمة، دور في هذا، أو تقديراً للتدخل الرسمي لرئيس «الفيفا»، وقدرته على التأثير والإقناع.

كأس العرب ستختلف النظرة إليها وقيمتها والاستفادة الفنية بها من منتخب لآخر، وبصرف النظر عن ذلك، وخاصة عدم مشاركة اللاعبين المحترفين، فإن كأس العرب التي ستنطلق بعد ساعات في الدوحة، ستكون تجربة استثنائية فريدة، وأرجو أن تستمر وتتواصل وتقام بانتظام في السنوات القادمة، كما أرجو أن تحظى بنفس الاسم والاهتمام الرسمي من «الفيفا».