السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

Clickbait.. دراما بوليسية مشوقة عن مخاطر الإنترنت!

Clickbait.. دراما بوليسية مشوقة عن مخاطر الإنترنت!

مشهد من المسلسل.

في قالب بوليسي مشوق، لغز يتحول إلى لغز يتحول إلى لغز، يسحب مسلسلClickbait مشاهده، بحثاً عن إجابة مراوغة، لا تتكشف سوى في الحلقة الأخيرة عن مفاجأة ربما تكون متعسفة، وغير منطقية، ولكنها مفاجأة.



عنوان المسلسل يعني حرفياً «طُعم النَقر»، وهو مصطلح حديث يشير إلى المواقع والصفحات التي تغري متصفحي الإنترنت للنقر على لوحة المفاتيح والدخول إلى هذه المواقع والصفحات، لمجرد تجميع أكبر عدد من المشاهدات، حتى لو كان المضمون تافهاً، أو لا يوجد مضمون أصلاً. هذا الطُعم قد يكون عنواناً جذاباً، أو وعداً بالثراء أو المتعة، أو خبراً كاذباً، إلى آخره. المدهش أن العنوان ينطبق على المسلسل تماماً، ليس فقط لأنه يدور حول ما فعله جنون الإنترنت بالبشر، ولكن أيضاً لأن المسلسل يستخدم التقنيات نفسها التي يستخدمها أصحاب الصفحات المذكورة أعلاه، ليجذب المشاهد ويجبره على المتابعة!



«كليكبيت» من إنتاج «ماتشبوكس بيكتشرز» ويعرض على منصة «نتفليكس» منذ نهاية أغسطس الماضي، وهو يدور حول زوج وأب شاب يظهر فجأة على «يوتيوب» حاملاً لافتة تقول أنه «مغتصب» و«قاتل» وأنه سوف يموت عندما يصل عدد المشاهدات إلى 5 ملايين. تسعى أخته وزوجته وأولاده للبحث عنه لإنقاذ حياته، ويتكشف أن زوجته خانته، كما تظهر عدة قصص أخرى تشير إلى أنه ربما قام بالفعل بخداع النساء والتسبب في مقتل واحدة منهن، وعندما تتجاوز المشاهدات الملايين الخمسة يعثر على جثته مقتولاً بالفعل. ومع البحث عن القاتل تتوالى المفاجآت واحدة تلو الأخرى.



على هذه الخلفية البوليسية يصحبنا المسلسل إلى عالم الإنترنت وأسراره، إذ تقوم مجموعة من الشباب وصحفي شاب طموح باستخدام تطبيقات التعقب والتجسس الحديثة للبحث والوصول إلى أسرار أي شخص، ويتبين، بمرور الحلقات، أن حياتنا الشخصية شديدة الهشاشة وأنه يمكن لأي شخص يجيد استخدام هذه التطبيقات أن يصل إلى أدق تفاصيل حياتنا بسهولة، وأننا ببساطة نصبح عراة تماماً بمجرد دخولنا على الإنترنت!



يناقش المسلسل أيضاً بعض الظواهر المتعلقة بالإنترنت، مثل مواقع المواعدة التي تكثر فيها عمليات الاحتيال والخداع، وتجذب المرضى والمنحرفين بشكل خاص، وكيف يقع الكثيرون ضحايا للنصابين. وأهم ما يناقشه المسلسل هو تحول الإنترنت إلى «نداهة» تجذب المرء وتصيبه بالجنون أحياناً، إذا لم يكن قوياً نفسياً بما يكفي.



يتكون المسلسل الذي كتبه توني أيريس وكريستيان وايت، وقام بإخراجه عدة مخرجين، من 8 حلقات تحمل كل منها عنواناً: «الأخت»، «المحقق»، «الزوجة»، «العشيقة»، «الصحفي»، «الأخ»، «الابن» وأخيراً «الإجابة». وكما يدل الاسم فكل حلقة تروي الحكاية من وجهة نظر شخص ما، تتبع الكاميرا خطواته، وتعود للماضي في أحيان كثيرة، لترصد دوافعه ومشاعره، وهو ما يتيح النظر للأحداث من زوايا مختلفة، ورؤية أشياء جديدة في كل مرة.



يشارك في بطولة العمل عدد من الممثلين المعروفين: أدريان جرينير، زوي كازان (حفيدة المخرج الكبير إيليا كازان)، بيتي جابريل، والممثل الجديد فونيكس راعي الذي يلعب دور محقق مسلم من أصل آسيوي اسمه روشان أميري، يحاول أن يشق طريقه وسط مناخ متعصب وعدائي، كما يحاول أن يلم بأحدث وسائل التحري والتعقب، مستفيداً مما يفعله الصبية والقراصنة على الإنترنت.



مشكلة المسلسل أنه يتعامل مع الموضوعات الجادة الخطيرة التي يناقشها بخفة وتعجل، إذ يركز جهده على عنصري التشويق والمفاجآت، بدرجة تصل إلى الافتعال في الحلقات الأخيرة، وبشكل يهدد جديته ويصمه بالتهمة نفسها التي يوجهها إلى الإنترنت: السعي إلى تحقيق مشاهدات كثيرة مهما كان الثمن!