السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

20 ألف دولار متوسط كلفة إنتاجها.. مبدعون: الأغاني «السنجل» قلّصت خسائر إنتاج الألبومات

20 ألف دولار متوسط كلفة إنتاجها.. مبدعون: الأغاني «السنجل» قلّصت خسائر إنتاج الألبومات

الأغاني السنجل تساعد المطربين على التواجد على الساحة طوال العام.

حدد منتجون ومخرجون ونقاد، كلفة الأغاني «السنجل» بين 10 آلاف إلى 40 ألف دولار، مشيرين إلى أن هناك عدداً من العوامل تتحكم في ارتفاع أو انخفاض هذه الكلفة، على رأسها اسم الشاعر والملحن والموزع، منوهين بأن هناك فنانين لجأوا إلى الاستعانة بالمواهب الشابة من أجل كبح جماح الميزانية.

وأكدوا لـ«الرؤية»، أن الأغاني السنجل باتت الخيار الأمثل أمام الفنان وشركة الإنتاج، حيث تحقق للأول الانتشار طوال العام وكذلك الأرباح التي باتت تتحقق من مشاهدات «يوتيوب»، فيما تضمن شركات الإنتاج تقليل فرص الخسائر، التي تنتج عن طرح ألبوم كامل قد يتكلف في المتوسط 150 ألف دولار، وفي الوقت نفسه يحقق التفاعل لشهر واحد ومن ثم يختفي تدريجياً في الوقت الذي تضمن فيه الأغاني المنفردة التي يبلغ متوسط كلفة إنتاجها نحو 20 ألف دولار، تواجد الفنان على مدار العام.

وأكدوا أن السوق يعاني من حالة اضطراب منذ انتشار مواقع القرصنة، التي سببت خسائر فادحة لعدد كبير من المنتجين، الذين قرروا تأجيل ألبومات غنائية، بعد عزوف الجمهور عن شراء الشرائط أو الألبومات، لتوافرها على شبكة الإنترنت دون كلفة.

اقتصاد في التكاليف



حدد المنتج عبدالرحمن حمد، كلفة الأغنية «السنجل» بين 10 آلاف دولار حتى 40 ألف دولار، بحسب فريق العمل، مشيراً إلى أن عدداً من الأمور تتحكم في كلفة الأغاني الفردية، على رأسها اسم الشاعر، واسم الملحن، والموزع، ومهندس الصوت، إضافة إلى الموسيقيين الذين يعملون على تسجيل الأغنية، منوهاً بأنه كلما كان الفنان مشهوراً كلما ارتفعت الكلفة.

واعترف حمد بأن هناك منتجين وفنانين يضطرون إلى الاقتصاد في التكاليف عبر الاستعانة بكلمات وألحان وتوزيع من شباب الفنانين، لا سيما ممن لم يأخذوا فرصة الظهور، مؤكداً أن هذا لا يعني خروج الأغنية بشكل غير جيد، مؤكداً أن هناك شباباً جدداً يمتلكون موهبة لا تتوافر لدى عدد من مشاهير الفنانين، ويتلخص طموح هؤلاء الشباب في الظهور وتقديمهم للجمهور.

وأكد حمد، أن فنانين كثراً ابتعدوا عن تقديم ألبومات، نتيجة ندرة وجود شركات إنتاج تدفع بسخاء لتنتج ألبوماً كاملاً.

وبرر المنتج المصري المقيم في الإمارات، غياب الألبوم إلى انتشار المواقع التي تبث الأغاني سواء بطريقة مشروعة أو غير كذلك، لذلك بات من النادر أن تجد من يشتري اسطوانات «سي دي»، مشيراً إلى أن الجمهور أصبح الآن يحمّل الأغاني من «يوتيوب» أو المواقع، وكذلك التطبيقات الذكية، وبالتالي بات الفنان مضطراً لإنتاج ألبوماته على حسابه وهو أمر مكلف جداً سواء كان يستعين بفنانين مشاهير أو شباب الفنانين.

وأوضح أن الفنانين بعدما ينتهون من تسجيل الألبوم، يضطرون إلى دفع مبلغ إضافي لشركة كي تسوّق لهم وتوزع ألبومهم، الأمر الذي دفع بعضهم إلى الاتجاه نحو الأغاني السنجل، ومن ثم طرحها على «يوتيوب» للاستفادة من عدد المشاهدات؛ حيث يعتبر اليوتيوب مصدر دخل جيداً لكثير منهم.

أرباح يوتيوبية



حصرت المخرجة رشا سعيد، كلفة تصوير الأغنية المنفردة بين 10 إلى 20 ألف دولار في المتوسط، مشيرة إلى أن هذه كلفة بسيطة مقارنة بإنتاج ألبوم كامل، لافتة إلى أن الكثير من الفنانين يطرحون على الأقل 4 أغانٍ في العام، بمعدل أغنية كل 3 أشهر، منوهة بأنه عند حساب مجموع متوسط كلفة هذه الأغاني السنجل الأربع نجد أنها أقل من كلفة ألبوم كامل.

ونوهت بأن طرح الأغاني السنجل على قنوات يوتيوب يحقق أرباحاً مادية للمطرب والشركة، الأمر الذي يساعدهم على الاستمرار في إنتاج أعمال فنية دون توقف.

وأشارت إلى أن الأغاني المنفردة تضمن للمطرب التواجد على الساحة طوال العام، في حالة طرح أغنية كل 4 أشهر مثلاً، وبالتالي سيضمن الفنان استماع الجمهور لأعماله على مدار العام، على عكس من ذلك يحصد الألبوم تفاعل الجمهور لشهر أو أكثر، وبعدها يقل هذا التفاعل تدريجياً، لحين نزول ألبوم جديد للمطرب نفسه، والذي قد يستغرق إعداده أكثر من عامين وهو حال مطربين كثيرين.

رقم ثابت



أكد المخرج تامر راشد، أن الكثير من الفنانين وكذلك شركات الإنتاج ابتعدوا عن طرح ألبوم كامل، لافتاً إلى أن عملية بيع الألبوم تتم مرة واحدة سواء على المستوى الرقمي أو الطباعة، منوهاً بأنه سواء احتوى الألبوم على 8 أغانٍ أو 15 أغنية، فإن شركة التوزيع أو التسويق الرقمي تحصل عليه برقم ثابت، وبعدها تتولى هي هذه العملية لتجني منه أرباحاً قد لا تغطي كلفة الألبوم.

أمّا في حالة الأغاني المنفردة، فأشار راشد إلى أنه يجري التعامل مع كل أغنية بمفردها، كأنها منتج خاص ومستقل، لافتاً إلى أنه وفي أسوأ تقدير تستطيع الشركة الموزعة أن تجني الثمن الذي دفعته، حتى وإن لم تحقق أرباحاً من ورائها فإنها لن تتكبد أي خسائر.

واعتبر «القرصنة» من أهم التحديات التي تواجه سوق الغناء، إذ أصبحت خطراً يهدد صناعة الغناء بوجه عام، فالألبومات التي تُنفق عليها مبالغ طائلة تسرَّب بعد ساعات من صدورها على شبكة الإنترنت، وتحمَّل بجودة عالية دون الحصول على أي حقوق مادية، وهذا ما حدث مع الكثير من النجوم، الأمر الذي أدى إلى عزوفهم عن إنتاج ألبومات غنائية.

محاصرة الخسائر



حدد الناقد أمجد ياسين، متوسط كلفة ألبوم غنائي يضم ما بين 7 إلى 14 أغنية بنحو 150 ألف دولار، حيث تتوزع هذه الكلفة بين كلمات وألحان وتوزيع ومصروفات الاستوديو، وعازفين وعملية الميكس والماستر، بخلاف الطباعة والتصوير وحملة الدعاية، وبعدها تصوير أغنية واحدة إن أمكن بطريقة الفيديو كليب.

وأضاف أن هذه الألبومات قد لا تحقق أي مبيعات، كونها تتوافر مباشرة بمجرد طرحها وبجودة عالية على المواقع الإلكترونية سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، الأمر الذي ضيع مردودها المالي الذي بات لا يغطي الكلفة.

وتابع: «وعلى الرغم من استحداث طرق جديدة في التسويق الرقمي، فإنها أيضاً لم تعد مجزية لجميع المطربين، وبالتالي قررت شركات إنتاج كثيرة تقليل حجم إنتاجها ليقتصر على عدد أقل، لتضمن الشركة بذلك تقليل فرص الخسارة».