الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

150 جنازة لغرباء تحضرها فنانة بريطانية عاشقة للموت!

رغم أن البريطانية جين تريند هيل تعمل ممثلة ومصورة وفنانة، إلا أن هوايتها هي حضور الجنازات لأناس لا تعرفهم، ومشاطرة أهل الفقيد أحزانهم، مشيرة إلى أنها حضرت أكثر من 150 جنازة في السنوات العشر الماضية.

ووفقاً لصحيفة صن تقدر قيمة سوق الجنازات في بريطانيا بأكثر من 3.7 مليار دولار سنوياً، بعد أن راجت المهن المرتبطة بها مثل ترتيب الجنازات وإخراجها وتصويرها.

وأوضحت هيل أنها، رغم رقتها وحساسيتها، لا تخشى الموت، بل تعشقه، وبدأت صلتها به منذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها عندما فقدت والدها.

ولتخفيف الضغط عن والدتها، ساعدتها في ترتيب الجنازة، وبعدها فكرت في أن تصبح متعهدة دفن موتى «حانوتي»، ولكنها سافرت للخارج بعد تخرجها، وعندما عادت بدأت العمل في الخدمة المدنية.

وتعودت هيل على مساعدة أقاربها وجيرانها في ترتيب الجنازات، وبدأت تعتاد المقابر ومحارق الجثث، من دون أن تذرف دمعة واحدة أو تشعر بانقباض في صدرها مثل غيرها.

وفي أوقات فراغها، تذهب هيل إلى المقابر وتبدأ في الرسم والتقاط الصور للقبور والجنازات التي ترى أنها تحتوي على دراما مثيرة، ودائماً ما تترك العنان لخيالها لتصور شخصية المتوفى!

وكانت المقابر المفضلة لديها ذات التصميمات الفيكتورية الجميلة في لندن، فأحبت تماثيل الملائكة، والأضرحة المهيبة وسراديب الموتى، وكانت تتسلى بجلب الزهور ووضعها على شواهد القبور المهجورة.

وعلى مر السنين، واصلت التصوير الفوتوغرافي والرسم في أوقات فراغها، وتعرفت على العاملين في المقابر الذين كانوا يتصلون بها ويطلبون منها حضور جنازات الغرباء.

الطريف أنها اشترت فستان حداد من العصر الفيكتوري ترتديه عندما تذهب إلى الجنازات، وخاصة عندما يتصل بها أحد موظفي المقابر لكي تشارك في جنازة قادمة لن يحضرها أحد!

وتقول هيل "إذا لم يكن لدى الشخص الذي مات أسرة، أجلس في المقدمة، لكن إذا حضر عدد قليل من الناس، أجلس في الخلف. وفي عدة مناسبات حضرت جنازات قدامى المحاربين، والتي كانت مشكلة كبيرة بالنسبة لي، فأبكي بصدق لأنهم ضحوا كثيراً من أجلنا".

وتضيف "في مناسبة أخرى، قيل لي إن الرجل الذي سأحضر جنازته كان عاشقاً للشاي، لذلك أخذت كيس شاي في جيبي رمزاً له".

والآن، بالإضافة إلى الطلبات الواردة من موظفي المقبرة، يتصل بها أشخاص من المجالس المحلية والجمعيات الخيرية للمحاربين القدامى عبر صفحة التصوير الفوتوغرافي الخاصة بالمقبرة على فيسبوك.

وقبل انتشار الوباء، كانت تذهب إلى 3 أو 4 جنازات في الشهر، وترتدي فستان الحداد الفيكتوري إذا طلب منها ذلك، أو أي فستان مناسب، وتبكي أحياناً على الفقيد تأثراً.

وترغب هيل في أن تكون جنازتها الخاصة مميزة، توضع في عربة تجرها الخيول، وتحرق جثتها حتى يكون رمادها مع والدها، مؤكدة أنها ليست خائفة من الموت، لأن هذه هي سنة الحياة ولا يمكن الابتعاد عنه أو تجنبه.

ولكنها تتعهد بأنها، حتى يحين الأجل، ستستمر في مواساة الغرباء وحضور جنازاتهم وجبر خواطر أهل الفقيد، ومنح هؤلاء الموتى المساكين الوداع الذي يستحقونه.