الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مسؤولون: الصناعات الإبداعية مستدامة ومرنة لا تنهار أمام الأزمات

مسؤولون: الصناعات الإبداعية مستدامة ومرنة لا تنهار أمام الأزمات

أكد مسؤولون دوليون في قطاع الثقافة، أن ما يميز الصناعات الإبداعية هو مرونته في التعامل مع مختلف الظروف، مستشهدين على ذلك باستمراريته في فترة إغلاق كورونا عبر أفكار مبتكرة حولت العروض الحية إلى عروض افتراضية بأسعار بسيطة استقطبت لها الكثير من الجمهور.

وقال مسؤولون لـ«الرؤية» خلال مشاركتهم في المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي الذي انطلق أمس في إكسبو 2020 دبي، إن أكثر ما يميز الصناعات الإبداعية أنها استثمارات مستدامة، لا تنهار أمام التغييرات أو الاقتصادات المنافسة أو حتى أمام الأزمات المالية.

ركيزة اقتصادية



اعتبر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للفنون في كندا، كريستوفر ديكون، الصناعات الثقافية والإبداعية أحد روافد الاقتصاد المهمة، مشيراً إلى أن دورها تعاظم في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت محركاً من محركات النمو، حيث تؤمن الكثير من الوظائف، الأمر الذي يضمن استقرار ورفاهية المجتمعات.

ولفت ديكون إلى أن دول العالم انتبهت إلى دور هذا الاستثمار الذي يتمتع بالاستدامة، مشيراً إلى أنه استثمار لا ينهار أمام التغييرات أو الاقتصادات المنافسة أو حتى أمام الأزمات المالية، منوهاً بأن أهمية هذه الصناعة تتجلى في صنع تاريخ المكان وحفظ هوية المجتمعات لأنها قائمة على الفكر الصناعي المستدام.

وعدد المسؤول الكندي مزايا الصناعات الثقافية، مشيراً إلى أنها تتمتع بقيمة مضافة عالية، وتساهم في توسيع التجارة الخارجية، وزيادة التوظيف، وتعزيز قوة المجتمع.

ولفت إلى أن الصناعات الإبداعية تعتبر ركيزة قوية للاقتصاد الكندي، منوهاً بأنها دعمت الاقتصاد الكندي في عام 2019 بـ57.1 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي أي ما يوازي 2.7% من إجمالي الناتج.

وأكد ديكون، أنَّ الصناعات الإبداعية تعتبر ركيزة قوية للاقتصاد الكندي، لافتاً إلى أن بلاده تستهدف زيادة الاستثمار في هذا القطاع في الوقت الحالي التعافي من أجل المساهمة في الوصول إلى التعافي من الوباء.

وأكد أن الإمارات ستساهم عبر المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي الذي يقام تحت شعار «إبداع متكامل: يصنع المستقبل»، في تعزيز آفاق التعاون ودعم الجهود الهادفة إلى صياغة السياسات المستقبلية للاقتصاد الإبداعي بما يضمن تحقيق مفهوم التنمية المستدامة ويسلط الضوء على مجموعة من الموضوعات المهمة كالتحول التكنولوجي ومستقبل الاستدامة الشمولية والتنوع.

وذكر أنَّ إكسبو 2020 دبي يعرض الإمكانات الهائلة للصناعات الإبداعية الإماراتية وقدرتها على ربط العقول وخلق فرص المستقبل، حيث يُظهر الحدث العالمي كيف يمكن للفن تشجيع الناس على إيجاد أصواتهم.

نظام هجين



أكد أنتوني سارجنت مستشار ثقافي دولي في أمريكا، قدرة قطاع الصناعات الثقافية على التكيف مع مختلف الظروف، مستشهداً على ذلك باستمراريتها أثناء جائحة كورونا، حيث استمرت العروض حتى مع الإغلاق الذي ضرب العالم، عبر عروض افتراضية وبأسعار بسيطة تصل إلى 30 دولاراً شهرياً، الأمر الذي جذب عدداً كبيراً من الجمهور، ما ساهم في أن يكون الدخل كبيراً رغم الأسعار البسيطة.

وأضاف أنتوني، أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن هل ستستمر عروض الفنون الأدائية افتراضياً في الأعوام المقبلة بعد انتهاء جائحة كورونا؟ هذا هو بالفعل السؤال الأهم خاصة أننا نعلم جميعاً أن هذا التحدي يحتاج إلى تغير في سلوكيات المستهلك والمتعاملين، هل سيكون المشاهد موجوداً أمام «نتفليكس» والتلفزيون أم سيذهب للعرض الحي للفنون الأدائية؟ هذا هو بالفعل هو التحدي.

ويتوقع سارجنت أن النظام الهجين الذي يفرض بين الواقع والافتراضي سيرسم مستقبل الثقافة والفنون.

أفكار مبتكرة



أكد الرئيس التنفيذي لشركة مصنع الأعمال الناشئة بالمغرب توفيق أبودية، أن الاقتصاد الإبداعي رافد مهم للنمو الاقتصادي العالمي، وأن الثقافة محور أساسي في هذا الاقتصاد، داعياً الدول العربية إلى الاهتمام بزيادة الاستثمار في هذا القطاع الواعد وتوفير بنية تحتية تنافسية مشجعة على الاستثمار في الابتكار والإبداع.

وأكد توفيق أبودية، أن السياحة الثقافية في المغرب باتت رافداً مهماً من روافد اقتصاد المملكة، حيث يمتلك المغرب الكثير من الأماكن الملهمة للمبدعين.

ولفت إلى أن الصناعات الإبداعية كانت تستحوذ على نحو 1% من الميزانية في المغرب، لكن وبعد جائحة كورونا ظهرت أهمية هذه الصناعة التي استطاعت التغلب على الجائحة بأفكار مبتكرة ساهمت في استمرارية العمل في القطاع رغم الإغلاق الذي شهدته المملكة.