الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

إعادة تدوير الأزياء.. أناقة وترشيد واستثمار في المال والجمال

أكد رواد أعمال ومصممون يعملون في مجال تصميم أزياء أنيقة من النفايات، أن مزايا هذه الصناعة لا تتوقف على المساهمة في الحفاظ على استدامة البيئة، وتعزيز التعبير الإبداعي، بل باتت مشاريع استثمارية تدر ربحاً جيداً لا سيما وأنها لا تحتاج إلى خامات مكلفة.

وقالوا لـ«الرؤية» إن أكثر ما يميز مشاريع إعادة التدوير عامة أنها مشاريع مربحة، لا تحتاج إلى الكثير من الأموال التي تصرف لشراء الخامات، مشيرين إلى أنها فقط ولا سيما تصميم الأزياء من النفايات، تحتاج إلى عين إبداعية تستطيع أن تلتقط الجمال وتصيغه في فكرة مبتكرة تجذب الأنظار.

وطالب شباب بضرورة زيادة الدعم المقدم للمبدعين ضمن مراحل عمرية مختلفة، الأمر الذي يتيح لهم إطلاق مشاريعهم الخاصة في وقت مبكر من حياتهم، بعد دراسة احتياجات سوق الصناعات الإبداعية على المستوى المحلي والعالمي، منوهين إلى ضرورة توفير الأكاديميات والمؤسسات والبرامج التعليمية التي تزود المبدعين بالمهارات اللازمة لدخول قطاع الصناعات الإبداعية القائمة على إعادة التدوير.

مهارات إبداعية



أعدت مريم عبدالشهيد، المنتسبة إلى أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وزملاؤها 11 فستاناً مصمماً من النفايات تم إنتاجها في 36 ساعة من العمل الدؤوب، ومن ثم استطاعوا أن يقدموا باستخدامها عروضاً فنية يمكن أن تكون مربحة في حال تحويلها إلى مشروع على أرض الواقع.

وأكدت الفنانة الشابة أن تعزيز قطاع الاقتصاد الإبداعي يتطلب عالمياً تخريج مواهب شابة تتمتع بالمهارات الإبداعية، وذلك عبر تضافر جهود الجهات الثقافية والاقتصادية المحلية والعالمية وتوفير منصات تحفز المبدعين على تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية.

ولفتت عبدالشهيد إلى أن جدوى هذه المشاريع يتخطى الحفاظ على البيئة إلى تحقيق ربح جيد بأقل التكاليف، إذا حظيت بتخطيط جيد وخطة تسويق مبتكرة، لا سيما مع ارتفاع الوعي البيئي لدى الكثير من الشباب خاصة.

صفر الكلفة



أكدت المصممة أندريا فورد والتي قدمت عرضاً حياً أطلعت عبره الحضور على خطوات تحويل النفايات إلى تصاميم إبداعية، أن الصناعات القائمة على التدوير تعزز بصورة كبيرة الصناعات الإبداعية محلياً وعالمياً، مشيرة إلى أنها تساعد على تنمية التفكير الإبداعي.

وأشارت إلى أنه في حال تحولت هذه الإبداعات إلى مشروع واقعي سيسهم ذلك في تحقيق أرباح كبيرة، إذ إن كلفة إنتاج الأزياء المصممة من تدوير النفايات تعادل صفراً، وفي المقابل يتم تقديم عروض أزياء جذابة تستقطب الكثيرين من هواة مشاهدة تلك الأعمال الإبداعية والكثير من الراغبين في اقتنائها.

ودعت الجهات المختلفة إلى تكثيف استثماراتها في هذا القطاع، عبر دعم المبدعين الشباب، مع العمل على استحداث أكاديميات متخصصة في هذا القطاع تساعد على ترسيخ مواهب المبدعين وتنير لهم دربهم في هذا القطاع.

تثقيف الشباب



توقع الرئيس التنفيذي لـ«جنك كوتور العالمية» المتخصصة في تصميم الأزياء من النفايات، تروي أرمور، أن يستقطب هذا القطاع الكثير من رؤوس الأموال لا سيما وأنه قليل الكلفة بالمقارنة باستخدام خامات جديدة، مشيراً إلى أنه بدأ شركته بألف يورو فيما يحقق ربحاً الآن بعد 9 سنوات يزيد على 1.5 مليون يورو، متوقعاً أن ترتفع أرباح شركته إلى نحو 10 ملايين يورو في غضون السنوات القليلة المقبلة.

ولفت إلى أن جنك كوتور Junk Kouture تعد أكبر برنامج في العالم يُعنى بالأزياء المستدامة والراقية لجيل الشباب رسميّاً في دولة الإمارات منذ العام الماضي.

ولفت إلى أن الشركة أطلقت في الإمارات مسابقة بهدف تحويل أشياء لا قيمة لها، إلى أزياء أنيقة، منوهاً إلى أن الفعالية تسعى إلى تثقيف الشباب بخصوص قضايا تغير المناخ والاستدامة، وتعزيز التعبير الإبداعي بينهم، وإحداث تغيير إيجابي دائم للمساعدة في معالجة القضايا البيئية.

ونوه إلى أن «جنك كوتور» تطرح مفهوماً فريداً في عالم الأزياء، لم تشهده المنطقة من قبل، عبر توفير منصة استثنائية للطلاب الموهوبين بين عمر 13- 18 عاماً لإظهار مهاراتهم وإبداعاتهم في تصميم أزياء مستدامة مذهلة من المواد القابلة لإعادة التدوير.