الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

11.5 ألف قطعة تفوح برائحة التاريخ داخل قصر المجوهرات الملكية

في حي زيزينيا السكندري العريق لا بد أن يجذبك هذا المبنى الأبيض الكبير الذي تفوح منه رائحة التاريخ، تجده يحمل مزيجاً من البساطة في حديقته المُتناسقة وفخامة معمارية رائعة يحملها تصميمه الأوروبي، لا يتطلب الأمر سوى تذكرة دخول بقيمة 50 جنيهاً مصرياً "12 درهماً" لتستمتع برحلة ولا أروع لعالم من السحر والثراء والرفاهية داخل متحف المجوهرات الملكية وكأنك دخلت بوابة زمنية تأخذك إلى حياة الأسرة العلوية الحافلة.



بمجرد الدلوف اختر الجهة التي ستبدأ بها لتُشاهد مجوهرات أفراد الأسرة العلوية المالكة من أميرات وأمراء وملوك، وأكثر من 11 ألفاً و500 قطعة من المجوهرات تجتمع على مساحة 4185 متراً، مُقسمة في 10 قاعات صُممت وفقاً لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر، ثلاث منها خُصصت لعرض مُقتنيات الملك فاروق وحده.



تأخذ القاعات الزائر ليتعرف على مُقتنيات حكام مصر في الفترة من 1805 إلى 1952.



في عام 1919 بدأت زينب هانم فهمي بتأسيس القصر، واستكملته ابنتها الأميرة فاطمة حيدر على طراز أوروبي مُستعينة بمهندسين من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا، وأقامت به عام 1923، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 تمت مُصادرة بعض مُمتلكات الأسرة المالكة، ومن ضمنها القصر الذي تحول إلى استراحة لرئاسة الجمهورية.



في عام 1986 صدر قرار جمهوري بتحويل قصر النبيلة فاطمة حيدر متحفاً لعرض مجوهرات الأسرة المالكة، وعُرضت به كافة المُجوهرات التي جرت مصادراتها بعد قيام ثورة يوليو، وكانت قد حُفظت بمخازن الإدارة العامة للأموال المُستردة بالبنك المركزي المصري، إلى أن اتخذت الحكومة المصرية آنذاك قراراً بعرضها للجمهور، لتكون شاهداً على كل التقلبات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في تلك الفترة.



إلى جانب 11 ألفاً و500 قطعة ذهبية لأبناء الأسرة المالكة تجد عشرات اللوحات الزيتية لملوك وأمراء الأسرة العلوية الحاكمة، وتماثيل أصلية أبرزها تمثال من البرونز الخالص لصبي يجلس القرفصاء مُبتسماً وهو مُمسك بقوقعة بحرية كبيرة يضعها على أذنه اليسرى، وهو من مجموعة مُقتنيات الأميرة فاطمة الزهراء حيدر، وهو منحوتة أصلية لصاحبها الفنان المثّال الفرنسي "جان باتيست كاربو" الذي تألق فنه في القرن التاسع عشر إبان فترة الإمبراطورية الثانية بفرنسا.



ومن أبرز المجوهرات التي يضمها المتحف مجموعة خاصة بالأمير محمد علي توفيق تضم 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب بـ2753 فصاً من الألماس، وكيس نقود من الذهب المُرصع بالألماس، و6 كاسات من الذهب مُرصعة بـ977 فصاً من الألماس، ومجموعة من ساعات الجيب المصنوعة من الذهب والفضة مرصعة بالألماس.



وتبهرك أيضاً خلال تجولك مجموعة من مُقتنيات الملكة فريدة المصنوعة من الذهب الخالص والمُرصعة بالألماس واللؤلؤ، ومنها تاجها المُرصع بالألماس واللؤلؤ، وتيجان عدد من الأميرات المُرصعة أيضاً بالألماس، بالإضافة إلى حلى الملكة فريدة مصنوعة من الذهب والبلاتين والمرجان المُرصع بالماس واللؤلؤ.



وإلى جانب ذلك تجد مجموعة أخرى من الحُلي للملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق، إضافة لمُقتنيات ذهبية وأخرى مصنوعة من الألماس تخص الملك فاروق ذاته، منها الطقم الذهبي الخاص بتتويجه، ومجموعة شطرنج مصنوعة من الذهب الخالص وبعض الأحجار الكريمة، ومجموعة كاملة من أدوات الحلاقة الخاصة بالملك.



أما أبرز المجموعات المُبهرة داخل القصر فهي مجموعة كاملة للأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وقد أهداها لها شاه إيران محمد رضا بهلوي بمُناسبة زواجهما، وأهم تلك القطع "توكة" من الألماس محفور عليها اسمها، إلى جانب عدد كبير من الأساور والتوك والدبابيس المحفور عليها اسمها أيضاً.