الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

27 مبادرة لدعم «الاقتصاد البرتقالي» في السعودية

تخطط المملكة العربية السعودية لرفع مساهمة الاقتصاد الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الثقافة بمقدار 5 أضعاف، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل، وذلك من خلال دعم العديد من المبادرات والبرامج والمشروعات الثقافية والفنية التي تزيد على 27 مبادرة، وتهدف إلى الاحتفاء بالثقافة المحلية ودعمها وإبرازها، بما يضمن ترويجها ثقافياً وسياحياً.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه السعودية ازدهاراً فنياً وثقافياً كبيراً، الأمر الذي ساهم في دعم الفنون بشكل عام والاقتصاد الإبداعي أو البرتقالي في المملكة، وعزز من دخل العاملين في هذه القطاعات.

وتعمل وزارة الثقافة في المملكة على توفير نظام بيئي إبداعي متكامل وفق الاستراتيجية الثقافية الوطنية التي تم اعتمادها عام 2019، في إطار مشروع وطني للنهوض بالقطاع الثقافي السعودي بمختلف قوالبه الإبداعية.

وأنشأت الوزارة أكثر من 25 مؤسسة ثقافية في المملكة، بما فيها 11 هيئة ثقافية مسؤولة عن تطوير القطاعات الثقافية الفرعية، والإشراف على أكثر من 65 منظمة غير ربحية.

ويمثل صندوق التنمية الثقافية منصة ستساهم في تعزيز النشاط الثقافي في المملكة، حيث أطلقت الوزارة عديد المشروعات ومنها؛ إقامة أول مهرجان سينمائي دولي سعودي كبير هو مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة مؤخراً، وبينالي الفن المعاصر في الدرعية، وبرنامج الابتعاث الثقافي الذي يعد الأول من نوعه في المملكة ويهدف إلى سد الاحتياج الذي يتطلّبه سوق العمل للكوادر والمواهب الوطنية المؤهلة في التخصصات الفنية والثقافية.

وتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الإبداعي في المملكة سيساهم بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخفض البطالة بنسبة 29%، وإنشاء قنوات استثمارية دولية جديدة بنسبة 35%، ما يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة نحو 24%، ومن أبرز مبادرات الاقتصاد الإبداعي؛ مشروع مدينة القدية الترفيهية، وإنشاء أكبر متحف أثري حي بالعالم في العُلا.

دعم الشباب

وأوضحت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) د. منال الرويشد أن الجمعية قدمت مبادرة لدعم الشباب الموهوب فنياً عبر إقامة سلسلة معارض فنية تساعدهم في تقديم أعمالهم الفنية للمتلقي بشكل لائق عبر بوابة فنية متخصصة فنياً، وتوفير فرص استثمارية لهم.

ولفتت إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى إيجاد جيل جديد يقود الحركة التشكيلية السعودية ويكون استمراراً للجيل السابق والمعاصر، مع دعمهم محلياً باقتناء الوزارات والهيئات الحكومية أعمال الفنانين السعوديين، مبينة أن المبادرة تتيح فرص الاستثمار في المجال التشكيلي بشكل أوسع وأكبر وفي ظل انتعاش الحركة التشكيلية.

إنجاز كبير

أكدت الفنانة والعازفة إيمان قستي، أن رؤية 2030 تولي الصناعات الإبداعية أهمية كبيرة، حيث ترى أنها ستساهم في دعم المبدعين في مجال الفن بكل أنواعه، مبينة أن ذلك إنجاز كبير سيعزز مستقبل أفضل للمملكة.

وأشارت إلى أن هذا التوجه من الجهات الحكومية والخاصة سيساعد المبدعين الحقيقيين على إثبات وجودهم وإتاحة الفرص أمام الجيل القادم للمشاركة في الفعاليات الفنية مستقبلاً، ما سيوفر فرصاً أكبر للعمل في مجال الفنون.

حاضنات إبداع

وأشار الشاعر د. صالح الشادي رئيس مجلس إدارة البيت الموسيقي للفنون إلى أن البيت يسعى إلى رعاية المواهب الشابة والفنانين الواعدين، ودعم الشباب الطموح، وإنشاء حاضنات الإبداع عبر دعم وتطوير أفكار وإبداعات الشباب وتنمية قدراتهم ومواهبهم.

وأشار إلى أن هناك تعاوناً مع وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الموسيقى من أجل إطلاق معهد البيت الموسيقي للتدريب، وهو برنامج يستهدف تأهيل الموسيقيين السعوديين أكاديمياً وإعدادهم للمشاركة في الأعمال الموسيقية، ضمن خطة التطوير العام التي تشهدها الحركة الثقافية والفنية بكافة قطاعاتها في المملكة.

واعتبر منح الوزارة للمعهد أول رخصة للتدريب الخاص يفتح آفاقاً للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في المجالات الفنية والثقافية، ويساهم في تنشيط الحراك الثقافي وتعزيز مساهمة الثقافة والفن في دعم الاقتصاد الوطني وفق رؤية 2030، وذلك من خلال إعادة تفعيل الحراك الثقافي في كل محافظة، وتشجيع المجتمعات المحلية على تشكيل فرق فنية تراثية مدربة.

تسهيلات عدة

أكد الفنان التشكيلي محمد العمري أن المملكة توفر العديد من التسهيلات لدعم الفنانين والمبدعين خلال السنوات الماضية، منوهاً بأن هناك دعماً سخياً جداً من المؤسسات الحكومية والهيئات والجمعيات الفنية الخاصة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، مع وجود فرص كبيرة للمشاركات في المعارض التشكيلية التي أخذت حقها من الاهتمام كأي مجال من مجالات الفنون الأخرى.

ولفت إلى أن هذه الطفرة الفنية تزامنت مع وجود مجموعة كبيرة من الفنانين والفنانات على مستوى رفيع من الموهبة، الأمر الذي أثرى الحركة الفنية والسوق السعودي بأعمال مميزة، وساعد في إنشاء عدد كبير من الأتيليهات الخاصة.

ولفت إلى أن عدد صالات العرض في الرياض كان لا يتعدى أصابع اليد بينما الآن وصل عددها إلى أكثر من 30 صالة، مشيراً إلى أن سوق الفن التشكيلي ينتظره مستقبل باهر لا سيما مع زيادة الاستثمار في هذا القطاع.

من جانبه، أكد الكاتب صالح العلياني أن الساحة الثقافية في المملكة تشهد حراكاً خلال الفترة الماضية يصب في مصلحة دعم الفنانين والمبدعين عبر العديد من المبادرات الحكومية التي تضع هذا القطاع على المسار الصحيح من أجل تحقيق أكبر العوائد المادية ضمن ما يسمى اقتصاد الإبداع، والذي يتواكب مع رؤية المملكة للمستقبل.