الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

فاطمة المحمود: 3 خطوات لانتقال الفنانين الشباب لريادة الأعمال الإبداعية

«الفن لا يطعم خبزاً» عبارة كررها العديد من أعلام الفن على مر السنوات الماضية، ولكن قد لا تندرج هذه العبارة بقاموس الفنانة والقيّمة الفنية الإماراتية فاطمة المحمود، بعد التحاقها بسوق الفن أو الاقتصاد الإبداعي كما هو متداول اليوم.

وتعد فاطمة المحمود عضواً فاعلاً بالمجتمع الإبداعي الإماراتي، فتخرجت في جامعة زايد بتخصص الفنون البصرية عام 2012، التحقت بمركز مرايا للفنون كمتدربة ثم تولت مسؤولية البرامج وورش العمل للمركز عام 2016، في حين تعمل حالياً كرئيسة مركز «1971 للتصاميم» في الشارقة. وتترأس فاطمة مجلس شباب هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وهي شريك إداري في استوديو «همزة وصل» للفنون والتصميم في دبي.

وأكدت فاطمة المحمود في حوارها مع «الرؤية» أن انتقال الفنان أو المصمم إلى مجال ريادة الأعمال بالفنون يتطلب خبرة يمكن حصدها مع الوقت خلال 3 خطوات، تشمل كلاً من: العمل بوظيفة رسمية أو جزئية بمركز فني حكومي أو خاص، استغلال المحافل والمهرجانات الفنية والثقافية للتعبير عن مواهبهم الفنية، وإطلاق علامتهم الخاصة الناشئة، واستثمار العلاقات الفنية وجسور التواصل مع الشركات والأفراد المهتمين بقطاع الفنون والصناعات الإبداعية.

وقالت: «أنصح كل فنان شاب يافع ومقبل على بدء مشواره الفني، ألا يكتفي بالتعبير عن شغفه بالفنون من خلال أعماله حصراً، فشخصياً حرصت على تكوين خبرتي تدريجياً منذ تخرجي في الجامعة، والتحاقي بمركز مرايا للفنون، والذي جعلني العمل فيه ألاحظ حاجة الوسط، وازداد تعطشي ورغبتي بتقديم المزيد لسوق الوسط الفني، والذي يشهد ظهور جيل فني جديد مثل عمر القرق وحصة السويدي، والذين يمنحوننا لمحة استشرافية عن سوق الفن مستقبلاً، فنتطلع لنمو وتطور المشهد الفني ورغبت أن أترك بصمتي ضمن هذا الجيل».

وتابعت: "وظيفتي الحالية التي تعتبر تحت مظلة جهة حكومية، مركز 1971 للتصاميم، تنظم معارض 3 مرات سنوياً، وتتمحور برامجها على هذه المعارض، جعلتني أشعر بالتعطش للعمل على مزيد من المشاريع، فالتحقت في 2020 باستوديو (همزة وصل) الذي أسسته شريكتي هند بن دميثان عام 2017."

همزة وصل

ويلعب الاستوديو المتخصص بالتصميم دور حلقة الوصل بين المجتمع الإبداعي من فنانين ومصممين، مع الشركات أو الأفراد التي تحتاج إليهم، بهدف التعاون خلال مشاريع فنية بعضها ربحي والآخر غير ربحي.

وأشارت إلى أن الوعي بالفنون أكبر من ذي قبل، خاصة في ظل الدعم المتزايد، وقالت: "الشركات والأفراد أصبحوا يتجهون للحصول على منتجات تحمل أعمالاً فنية ذات مفهوم وقيمة، بدلاً من الاتجاه نحو السلع التجارية المعتادة، كما أننا نحرص بأعمالنا على إبراز ثقافتنا أو ثقافة المنطقة، وهي بصمة مشاريع استوديو همزة وصل."

سوق الفن

وحول تقييمها لسوق الفن، أفادت بأنه يشهد انتعاشاً ملحوظاً منذ بداية هذا العام، ولاحظت وجود تعطش للأعمال الفنية من الجمهور، أما المنتج الإماراتي الفني الذي تعرض للانتقاد من حيث الثمن، قالت: "المنتج الإماراتي له طبعة خاصة كونه يُنتَج بأعداد محدودة، من المصممين ضمن مشاريع أو تعاون ما، ما يجعل سعر المنتج الإماراتي الفني يزداد، ومن الطبيعي أنه كلما قلت الكمية زاد السعر، وتحديد أسعار العمل يعتمد على طبيعة المشروع والعميل الذي نعمل معه، ونحاول قدر الإمكان أن نكون عادلين."

محطات فخر

وحول محطات الفخر التي تفخر بها المحمود كقيّمة فنية، فأشارت إلى عملها على أحد المعارض الفنية بالتعاون مع الفنانة خلود بن ثاني، القائم على بحث يختص بكيفية الحصول على نسيج قماشي من سعف النخيل، بتكليف من مجلس إرثي للحرف المعاصرة، وعُرض نتاج البحث بمعرض فني بمركز 1971 عام 2019، وبأسبوع دبي للتصميم خلال العام الماضي، ويُعرض حالياً تحديث لهذا البحث خلال مشاركة «إرثي» بجناح المرأة في إكسبو 2020.

وقالت: «رؤية فكرة البحث تتطور لعمل معرض فني، بالتعاون مع 6 مصممين بالأقمشة من المنطقة مثل خالد المزينة وهلا كيكسو من البحرين ومريم عميرة من الإمارات، ورؤية طريقة تشكيل الفنانين للنخلة وتحويلها لأعمال فنية كان أمراً مميزاً، ويدعو للفخر بعملي كقيّمة فنية بالتعاون مع الفنانة خلود».

وتابعت: "أحب عملي كفنانة وقيّمة فنية، إلا أن العمل كقيّمة يتضمن مزيداً من التحديات من حيث الجهد البحثي المطلوب لتطوير الفكرة الفنية إلا أنني أجدها ممتعة ومبهجة خاصةً عند مشاهدة النتيجة النهائية وتقييمها ككل."