السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

شقيقان يتحولان لـ«ملاك رحمة» ينقذ الطيور الجارحة المصابة بنيودلهي

شقيقان يتحولان لـ«ملاك رحمة» ينقذ الطيور الجارحة المصابة بنيودلهي

يستعد نسر من فصيلة الرخمة أصيب بجروح خطرة قبل أشهر قليلة، للعودة إلى سماء نيودلهي، بعدما عالجه شقيقان ينقذان سنوياً آلاف الطيور الجارحة التي يصاب بعظمها بخيوط الطائرات الورقية.

ويقول ساليك رحمن، وهو مساعد طبيب بيطري في منظمة «وايلدلايف ريسكيو» التي أسسها الشقيقان نديم شهزاد ومحمد سعود، إنّ الطائر "أصيب في جناحه الأيسر بطائرة ورقية".

ويوضح الشاب أنّ حالة النسر استدعت إجراء "عملية جراحية وغرز خيوط ووضع ضمادات لثلاثة أسابيع".

ويمثل الرخمة أو النسر المصري نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض التي لم يتبقَ منها إلّا 38 ألفاً في العالم، وفق الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية.

ويقول رحمن إنّ «مستعمرة من الرخمة تعيش في غازيبور»، في إشارة إلى مكب النفايات الذي يبلغ ارتفاعه 70 متراً على أطراف نيودلهي.

وتنجذب الطيور الجارحة إلى هذا المكان بسبب كمية النفايات الهائلة التي ترمى يومياً من المسالخ وأسواق الدواجن والأسماك.

طيور مجروحة



كان الطائر البالغ 4 سنوات تقريباً تحت ذراع ساليك قبل أن يستعيد حريته في متنزّه مشجّر في شمال نيودلهي.

وبمجرد وضعه على الأرض، ينطلق النسر ذو المنقار الأصفر الطويل في الهواء، تحت أنظار أحد حراس الغابات، وهو الشاهد الرسمي على إطلاقه.

ويوضح نديم شهزاد (44 عاماً) أنّ «بعض الأنواع تخضع لتشريعات صارمة تنصّ على وجوب إطلاقها في أحد الأماكن المخصصة للحياة البرية كالمحمية أو الغابة وذلك بحضور حراس غابات».

وتمضي الطيور المُنقذة فترة شفائها في قفص كبير على سطح المؤسسة حيث تبرز مجموعة من طيور الرخمة من بين أكثر من 70 طيراً جارحاً من بينها الحدأة السوداء.

ويضيف المتخصص أنّ نيودلهي لديها التجمع الأكبر لطيور الحدأة السوداء في العالم.. وينقذون سنوياً آلافاً منها.

ويرى شهزاد أنّ الأسباب الرئيسية وراء إصابة الطيور أو نفوقها تشمل أسلاك الكهرباء وشبكات الصيد والاصطدام بمركبات وخيوط الطائرات الورقية.

ويعاني نحو 10 طيور من نوع الحدأة السوداء داخل أقفاص ضيقة في الطابق الأرضي.. ويفحص محمد سعود وهو يجالس إلى طاولة العلاج كل طائر يمسكه ساليك ثم يطهّر جروحه.

طيور سيئة الحظ



ويقول شهزاد «إنّ معظمها أصيبت بخيوط الطائرات الورقية»، بينما يجد محمد صعوبة في إزالة خيط لا يزال ملفوفاً حول جناح أحد الطيور.

ويوضح أنّ بعض الأسلاك تكون أحياناً مغلفة بالزجاج وهي شديدة الخطورة، مضيفاً: "رأينا عظام بعض الطيور مكسورة".

ويلفت إلى أنّ «محمد هو من يعتني بالطيور»، ويقول: "نعمل مع طبيب بيطري من الخارج يأتي مرة أو مرتين أسبوعياً".

ويفوت الأوان في بعض الأحيان لإنقاذ طير، كما حصل مع طير من فصيلة عقاب السهوب يعتني به محمد.

ويوضح الأخير أنّ الطير «سيموت في غضون أيام، إذ إنّ جرحه تحول إلى غرغرينا»، مشيرًا إلى محيط الجرح الذي تغيّر لونه.

تعتمد المنظمة بشكل أساسي على التبرعات، ويعتبر نديم أنّها ضحية لمعتقدات خاطئة لأنّ "كثراً يعتقدون أنّ الطيور الجارحة والغربان تجلب الحظ السيئ".

وتتوقف الأعمال الخيرية كذلك على الأيديولوجية، إذ ينظر الأطباء البيطريون النباتيون نظرة سيئة إلى الطيور الجارحة إذ إنها تتغذى باللحوم.. وساهم هذا الرفض في إنشاء "وايلدلايف ريسكيو".



ويستقبل مستوصف «تشاريتي بيرد هوسبيتل» الواقع في غورغاون على تخوم نيودلهي والتابع للطبيب البيطري أوبديانس جاين، داخل قفص في الطابق العلوي، آلاف طيور الحمام المجروحة أو المريضة لم يرغب السكان في جعلها تواجه مصيرها الحزين.

ويخرج رجل برفقة طير حمام مصاب بشفرات مروحة يعيش على سقف شرفته.

ويقول العامل في مجال الماس سيلفا راج (67 عاماً): "إنها المرة الأولى التي يحصل فيها شيء من هذا النوع".

ويمسك الطبيب البيطري راجكومار راجبوت (38 عاماً) بالطائر، ثم يفحصه ويعقم جروحه ويضمدها.. ويضم المستوصف كذلك أنواعاً عدة من الببغاء.

ويعتبر الطبيب البيطري جاين وهو يعرض طير حمام أخضر أنّ «الطيور هي بناة الطبيعة والبشر هم المدمّرون»، مضيفاً: "يزرع طائر كهذا بذور ما لا يقل عن 10 آلاف شجرة خلال فترة حياته".