الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

فائزات بـ«لوريال – اليونسكو»: الاستثمار في البحث العلمي يخفض فاتورة استيراد التكنولوجيا

فائزات بـ«لوريال – اليونسكو»: الاستثمار في البحث العلمي يخفض فاتورة استيراد التكنولوجيا

النساء بالعلوم.

وصفت فائزات بجائزة لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم، الاستثمار في البحث العلمي، بالاستثمار المجدي على المديين الطويل والقصير، مشيرات إلى أنه بالبحث العلمي يمكن للدول العربية خفض تكاليف فاتورة استيراد تكنولوجيا لكافة المجالات لا سيما المجال الطبي الذي أكدن أن الدول العربية تدفع فاتورة باهظة من أجل مواكبة التقدم الذي طرأ عليه.

وأكدن أن أداء المرأة بمجال العلوم في السنوات الأخيرة بات يلقى دعماً ملحوظاً من الحكومات، لا سيما في ظل وجود جوائز عالمية تحتفي بإنجازات المرأة بمجالات العلوم المختلفة.

وأوصت الباحثات في لقائهن مع «الرؤية» بأربع طرق لتعزيز البحث العلمي، تشمل: خلق بيئة محفزة على الابتكار بالبحث العلمي، وتدريس مناهج ومفاهيم البحث العلمي من سن مبكرة، والاستفادة من الخبرات العلمية، وتعزيز دور المنظمات الوطنية والدولية العربية لدعم البحث العلمي.



بيئة محفزة



ترى باحثة الدكتوراه الإماراتية حليمة النقبي أن زيادة الوعي بأهمية مجال البحوث العلمية يمكن أن يحدث من خلال خلق بيئة تشجع على الابتكار وتوفير حوافز متنوعة للاستثمار في الأنشطة ذات صلة بهذا المجال كالبرامج والجوائز.

ولفتت إلى أنه يقع على عاتق حكومات العالم العربي دور كبير، إذ يتوجب عليها زيادة حجم الموارد والاستثمار في مجالات البحث والتطوير من خلال توفير الكوادر والاستفادة من التعاون الدولي والتوسع في ترويج الابتكار كأسلوب للحياة والعمل من خلال التثقيف والابتعاد عن الأسلوب التقليدي في التعليم الذي يعتمد على الحفظ.

وأضافت: «باتت الإمارات نموذجاً عالمياً في تشجيع البحث العلمي وتنمية المواهب الوطنية وتحليل التحديات الاستراتيجية المستقبلية في جميع القطاعات الحيوية، وابتكار نماذج وحلول لهذه التحديات بالشراكة مع المؤسسات البحثية لدعم رؤية الدولة المستقبلية نحو دفع عجلة التطوير والتنمية المستدامة».

ولفتت إلى أنها كانت محاطة بنظام داعم في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، حيث أتيحت لها الفرصة لتلقي الدعم المادي والمنح الدراسية التي مكنتها من متابعة أهدافها وعززت تطلعاتها للمستقبل.

سن مبكرة



دعت د. غادة دشاق، الباحثة بجامعة نيويورك أبوظبي، إلى تدريس مفاهيم البحث العلمي ومناهجه في سن مبكرة، بدلاً من التعرف عليها فترة الدراسات العليا، لافتةً إلى أهمية عقد دورات تدريبية للتعريف بالمجالات البحثية المطلوبة بالعالم حالياً على يد علماء لهم خبرة عالية في مجالات مختلفة.

وأضافت: "أعتقد أن دعم البحث العلمي يقع على الحكومات بصورة أكبر، وبصفتي باحثة أعمل حالياً في جامعة نيويورك أبوظبي، أستطيع القول إن كل الإنجازات التي حققتها في مجال بحثي يعود الفضل فيها للدعم السخي من دولة الإمارات الحبيبة والقيادة الرشيدة والمتفاعلة والتي تسعى دوماً إلى تعزيز إمكانات البحث العلمي."

رفع الميزانيات



وصفت الدكتورة اللبنانية هبة راجحة، الاستثمار في المجال العلمي بالاستثمار المربح سواء على المديين الطويل أو القصير، داعية الحكومات العربية إلى رفع ميزانيات البحث العلمي، من أجل النهوض بالمجتمعات العربيّة وتحويلها لبلدان رائدة ومنتجة للمعرفة والتّكنولوجيا.

وقالت: لا شكّ في أن الاستثمار في مجال البحث العلمي هو استثمار قريب، متوسّط وطويل الأمد، وسيعود بمردودٍ كبير على كافة الأصعدة لا سيما القطاع الاستشفائيّ الّذي يئنّ من الفاتورة الباهظة التي تدفعها الدول العربية من أجل استيراد التكنولوجيا الطبية."

اتفاقيات تعاون



شددت الدكتورة الأردنية هبة الزبن، المتخصصة في دراسة استخدام الاستشعار الحراري عن بعد لمراقبة صحة النظام البيئي، على الدور الكبير الذي يقع على عاتق الحكومات في دعم البحث العلمي.

وقالت: "يجب على الدول العربية إبرام اتفاقيات تعاون مع المنظمات والجامعات العالمية، وهو أمر مهم بالنسبة للباحثين الذين يحتاجون لاستخدام معدات باهظة السعر مع رسوم صيانة عالية لأغراض التحقق من البيانات التجريبية والمحاكاة، منوهة كذلك بدور الشركات الوطنية الخاصة في دعم البحث العلمي.

وأكدت أن الأبحاث العلمية تُسهم في خفض تكاليف الفاتورة التي تدفعها الدول من أجل استيراد تكنولوجيا لكافة المجالات.

ولفتت إلى أن العديد من الأبحاث تعمل حالياً على سد الفجوة الموجودة في مختلف المجالات من خلال استخدام التعلم الآلي والأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لزيادة دقة النتائج. وأضافت: "سوف يساعد البحث العلمي في النهوض بكافة القطاعات، فعلى سبيل المثال سيساعد في المجال الطبي على تقليل وقت انتظار المرضى، والحصول على نتائج أكثر دقة في العمليات الجراحية، ما يقلل من عدد الوفيات، فيما ستساعد الأبحاث في مجال الزراعة في زيادة إنتاج الغذاء في جميع أنحاء العالم والحفاظ على الأمن الغذائي."



من جانبها، أشارت الباحثة العراقية سما حسان علي رحمة الله، إلى أن الأبحاث العلمية تسهم في خفض تكاليف الفاتورة الاستشفائية في المستقبل، طالما أصبح الإنسان أكثر وعياً بتحليل وفهم المشكلات الصحية وأسبابها، الأمر الذي يساعده على تجنبها بشتى الطرق.