الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

حرب النصب التذكارية والذئاب الليلية في دونيتسك ولوغانسك

بعيداً عن الصراعات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في حوض دونباس بأوكرانيا، تتميز المنطقتين بسمات خاصة بهما تمزج بين التقاليد الأوكرانية والروسية.

وتشهد المنطقتان صراعاً من نوع خاص يتعلق بالنصب التذكارية والآثار في محاولة لترسيخ الهوية وفق معتقدات كل من طرفي الصراع، مع وجود دور بارز لـ"الذئاب الليلية!".

وتعد دونيتسك (ستالينو سابقاً)، المدينة الرئيسية في حوض التعدين دونباس ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.

أما لوغانسك (فوروشيلوفغراد سابقاً) فهي مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.



ويعود وجود ناطقين بالروسية في تلك المنطقة بشكل أساسي إلى إرسال عمال روس إليها بعد الحرب العالمية الثانية خلال الحقبة السوفياتية.

وتمتد الروابط التاريخية بين روسيا وأوكرانيا بصفة عامة إلى القرن التاسع.

ووجد أحدث إحصاء رسمي للسكان، في عام 2001، أن أكثر من نصف السكان في شبه جزيرة القرم ودونيتسك حددوا اللغة الروسية باعتبارها لغتهم الأم.

ويتحدث الكثيرون في الريف الشرقي بالأوكرانية أو مزيج روسي أوكراني يسمى Surzhyk.

حرب النصب التذكارية



وذكر موقع Small wars أن دينيس بوشلين، زعيم دونيتسك عندما افتتح مركزاً ثقافياً روسياً جديداً في دونيتسك في 30 نوفمبر 2021 قال في خطبة حماسية «تم شن حرب إعلامية ونفسية ضد تاريخنا وذاكرة أبطالنا من قبل أوكرانيا. يريدون حرماننا من هويتنا».

الدعاية الروسية



ووُصف الصراع في شرق أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم بأنه "ظهور الدعاية الروسية عبر الإنترنت لأول مرة على المسرح العالمي".

ويحذر مختبر مراقبة التراث الثقافي في متحف فيرجينيا للتاريخ الطبيعي من التهديدات ومحاولة تدمير أو تشويه التراث الثقافي في المنطقة بما في ذلك تدمير الآثار في القرم وشرق أوكرانيا خلال الصراع الحالي.

وبحسب المتحف، يشير تقرير حديث إلى ضلوع روسيا في التنقيب عن الآثار في المنطقة، لما لا يقل عن مليون قطعة أثرية، مع تصدير العديد منها إلى روسيا.

وتشمل الصراعات الأخرى رفض إقامة نصب تذكاري في شبه جزيرة القرم عام 2005 بسبب معارضة تتار القرم الذين تم ترحيلهم كمجموعة عرقية من شبه جزيرة القرم في عام 1944.



وبعد ضم روسيا للمنطقة، تم تركيب النصب التذكاري في عام 2015 في ساحة قصر ليفاديا، وتم الاعتراف بالأهمية التاريخية لقصر ليفاديا ليس فقط كموقع لمؤتمر يالطا في الحرب العالمية الثانية، ولكن أيضاً كمقر إقامة القيصر الإمبراطوري.

ويركز التواجد السوفياتي على زيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية، ثم استغلالها لإنشاء النصب التذكارية الموالية لروسيا.

كما يستخدم الروس آثار الحرب العالمية الثانية السوفيتية التي تم ترميمها والآثار الجديدة لتأكيد الهوية الروسية للمنطقتين.



ويمثل مجمع سافور موهيلا في دونيتسك مشروعاً ضخماً لإصلاح النصب التذكاري الأصلي للحرب العالمية الثانية وإحياء ذكرى الأحداث التي وقعت منذ عام 2014.

وتم تخريب المسلة التذكارية الكبيرة للحرب العالمية الثانية والأعمال النحتية ذات الصلة في قمة تل مدافن من العصر البرونزي (كورغان).

في سياق موازٍ، أقامت الجماعات الموالية للروس نصباً تذكارياً مكوناً من شعار يتألف من نسر برأسين يستحضر فكرة أن كل ما تم تقسيمه وكسره، سيعود إلى أصله، بمعنى أن شرق أوكرانيا روسية.

الذئاب الليلية



ويستخدم ذوو الأصل الروسي ما يسمىNight Wolves أو «الذئاب الليلية» في الحرب الثقافية ومحاولة تغيير معالم النصب التذكارية في المنطقتين.

وعلى سبيل المثال، قامت تلك الذئاب بتركيب لوحة تذكارية على قبر الجنود المعاد دفنهم الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية في دونباس.