الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سباق مع الزمن لحماية التراث في أكبر متحف للفنون بأوكرانيا

سباق مع الزمن لحماية التراث في أكبر متحف للفنون بأوكرانيا

جاب مدير أكبر متحف للفنون في أوكرانيا جنباته مشرفاً على تجميع قطعه الفنية لحماية التراث الوطني في حال تقدم الغزو الروسي غرباً.

في إحدى صالات العرض الخالية جزئياً بمتحف أندريه شيبتيتسكي الوطني، وضع الموظفون قطعاً تعود إلى الفترة الباروكية ملفوفة بعناية في صناديق من الورق المقوى.

وعلى بُعد أمتار قليلة، سارت مجموعة على الدرج الرئيسي الفخم حاملة قطعة عملاقة من الفن المقدس تعود إلى القرن الثامن عشر.

وقال المدير العام للمتحف، إيهور كوجان، يوم الجمعة: «تدمع عيوننا أحياناً لأننا بذلنا جهداً كبيراً هنا. الأمر يستغرق وقتاً وطاقة. عندما تفعل شيئاً جيداً، تشعر بالسعادة. اليوم ترى جدراناً خالية، لذلك تشعر بالمرارة والحزن. لم نصدق حتى اللحظة الأخيرة أن هذا يمكن أن يحدث».

وجرى إغلاق أبواب المتحف في مدينة لفيف الواقعة غربي البلاد منذ بدأت الأزمة مع روسيا في الرابع والعشرين من فبراير، حيث تواجه المواقع التراثية في جميع أنحاء البلاد خطراً في ظل استمرار القتال.

وقال كوجان إنه يتلقى مكالمات يومية من مؤسسات ثقافية أوروبية تعرض المساعدة بينما يتسابق هو وموظفوه للحفاظ على الأعمال الفنية الخاصة بالمتحف.

وقالت آنا نوروبسكا، رئيسة قسم المخطوطات والكتب النادرة، إنها ما زالت لا تعرف أين تخزن بأمان أكثر من 12 ألف عنصر تمت تعبئتها في صناديق.

وأدت عملية النقل والخوف من أن تكون المجموعة في خطر في حال وقوع هجوم على المدينة إلى ارتباك نوروبسكا التي قالت «هذه قصتنا. هذه حياتنا. إنها مهمة جداً بالنسبة لنا»

دخلت نوروبسكا غرفة أخرى ورفعت مجلداً كبيراً، بينما الدموع تتشكل في عينيها. وقالت، وهي تضعه على الرف «إنه كتاب روسي. أنا غاضبة للغاية».

على غرار المتحف، تسارع المواقع الأخرى في لفيف لحماية الأعمال الفنية أو الثقافية.

خزائن العرض في متحف تاريخ العقيدة خالية تقريباً. ويقوم العمال بتجميع الحاويات المعدنية في الفناء لتخزين العناصر المتبقية بأمان قبل وضعها في الأقبية.

وفي الكاتدرائية اللاتينية تمت تغطية المنحوتات بالورق المقوى والبلاستيك لحمايتها من الشظايا المحتملة.

وسط الجدران الخالية والتماثيل المغطاة، أعرب كوجان عن حزنه لخلو المتحف، وهو الذي نجا من حربين عالميتين.

وقال: «المتحف يجب أن يبقى. يجب أن يزوره الناس، وقبل كل شيء الأطفال. عليهم تعلم أسس ثقافتهم».