الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

كيف يرى المتحدث باسم آخر الرؤساء السوفييت الحرب في أوكرانيا؟

كيف يرى المتحدث باسم آخر الرؤساء السوفييت الحرب في أوكرانيا؟

أندريه جراتشيف (أ ف ب).

قدّم المتحدث باسم ميخائيل غورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفييتي، أندريه جراتشيف (80 عاماً)، رؤية مخالفة للحرب في أوكرانيا، حيث ابتعد عن الآراء المؤيدة لسياسات موسكو، ورأي خطورة تأثير العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظامه، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى سقوط نظام بوتين.

سيناريو أفغانستان.. ونظام بوتين

وفي حوار نشرته مجلة «لوبس» الفرنسية، قال جراتشيف «الميدان الأوكراني يمكن أن يتحول بسرعة إلى نوع مكرر من أفغانستان، إذ كانت الحرب ما بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية وأفغانستان في الفترة بين 1979 و1989 إخفاقاً للاتحاد السوفييتي، ما أدى إلى ثورة سكانه ضد العدد الكبير من الوفيات في صفوفهم، وإذا كان بوتين عنيداً في أوكرانيا، فسوف يرتفع الغضب في روسيا، وكما حدث بالنسبة للسوفييت مع أفغانستان، فقد تصبح حرب أوكرانيا أحد عوامل تقريب نهاية نظام بوتين».

وأشار إلى أنه بالمراهنة على فكرة أن القرن الحادي والعشرين لا يزال منظَّماً حول إمبراطوريات كبيرة، فإن بوتين يعيش في العصر الخطأ، وأنه من خلال بحثه عن تغيير النظام في أوكرانيا، فإنه يخاطر بتعجيل تغيير النظام في موسكو.

كما اعتبر أن نظام بوتين يترنح، لكن لا يمكن التسرع في الحديث عن سقوطه، لأنه في روسيا ما تزال هناك هياكل صلبة؛ بيروقراطية، واقتصادية، وعسكرية، تستند إلى قوة القومية، وهي عامل ما يزال يجمع شمل المجتمع حول النظام في هذا التقليد القيصري.

المقاومة وإنهاء الحرب

كما أوضح جراتشيف أن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي إلا بالمقاومة، مبيناً أن المقاومة الأوكرانية، حتى لو لم تكن متكافئة مع القوة العسكرية الروسية، فإنها ستنتهي بمنع هجوم بوتين، وذلك إلى جانب مقاومة المجتمع الروسي كذلك، التي انطلقت، لكن ليس بنفس سرعة تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، لكنها ستزداد، مضيفاً: «لا يجب أن ننسى أنه مع غزو أوكرانيا، ارتكب بوتين جريمة ثقافية وتاريخية؛ برسم حدود دموية بين شعبين شقيقين، يربطهما الدين، والثقافة، واللغة».

وقال جراتشيف: «هذه الحرب ما هي إلا هياج إمبراطورية ترفض الزوال، وأيضاً هي محاولة هذا النظام لتخليد نفسه، إذ تحولت السلطة الروسية في السنوات الأخيرة إلى نوع من النظام العشائري، الذي يجمع بين احتكار السلطة السياسية، واحتكار الموارد الاقتصادية، وهو نظام يرفض الاستسلام».

وتابع قائلاً: «في مواجهة عمالقة القرن الحادي والعشرين؛ الولايات المتحدة الأمريكية والصين، لا تتمتع روسيا بأية ميزة، وليس لديها شيء لتحافظ عليه في المستوى، ولا تعرف كيف تحمي نفسها من الحداثة، والورقة الوحيدة المتبقية لها هي استخدام القوة الموروثة عن السلطة السوفيتية، ونظراً لأن الوقت ينفد لدى بوتين، ولأن الاستقرار يهدده، فإنه يتخذ هذا القرار المفاجئ بقلب الطاولة، لأن الحفاظ على الاستقرار بالنسبة إليه سيؤدي إلى انهياره».

واعتبر أن بوتين شعر بأنه محاصر، واشتبه، بعد ما سمي بـ«ثورات الربيع العربي»، في رغبة الغرب في تشجيع حركة ديمقراطية من شأنها قلب النظام الروسي، ولهذا دفعت أوكرانيا ثمن اعتبار بوتين لها، بمثابة رأس حربة للهجوم الغربي، إذ ضمت روسيا في عام 2014 شبه جزيرة القرم، واندلع الصراع في دونباس بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا بدعم من موسكو.

الاتحاد الأوراسي

وأوضح أن روسيا أصرت على إلحاق كييف بما كان يجب أن يصبح شكلاً جديداً من التكتلات ما بعد الاتحاد السوفييتي، هو الاتحاد الأوراسي، الذي يضم روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وأرمينيا، فيما فضلت أوكرانيا طريق التحالف مع أوروبا. وقال «معركة التواصل بين بوتين الذي يجلس وحيداً في نهاية الطاولة، وبين فيديوهات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يعرض الفيديوهات على الشبكات الاجتماعية، تعكس الاختلاف في الوضعية، والتناقض الدراماتيكي بين العالم الحديث للقرن الحادي والعشرين، الذي يجسده زيلينسكي، وشخصية بوتين، المحاصر في رؤيته القديمة والعتيقة للعالم والمجتمع الروسي».